ماذا تريد حماس من مصر؟
صحافة عربية
آخر تحديث:
الأحد 20 يوليه 2014 - 6:10 ص
بتوقيت القاهرة
كانت مبادرة الحكومة المصرية لوقف العدوان على «غزة» الآن مطابقة إلى حد كبير لمبادرة 2012م التى أطلقها الرئيس السابق «محمد مرسى» لتثبيت وقف إطلاق النار، ونصت المبادرة «الجديدة/القديمة» على أن «تقوم إسرائيل بوقف جميع الأعمال العدائية على قطاع غزة برا وبحرا وجوا، مع التأكيد على عدم تنفيذ أى عمليات اجتياح برى لقطاع غزة أو استهداف المدنيين، كذلك تقوم جميع الفصائل الفلسطينية بإيقاف جميع الأعمال العدائية من قطاع غزة تجاه إسرائيل جوا وبحرا وبرا وتحت الأرض، مع التأكيد على إيقاف إطلاق الصواريخ بمختلف أنواعها والهجمات على الحدود أو استهداف المدنيين».
ونصت المبادرة أيضا على فتح المعابر الحدودية وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبرها فى ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض، وأن يتم بحث القضايا الأخرى مع الطرفين.
هذه المبادرة وافق عليها الجميع عام 2012م، ووافق عليها الجميع باستثناء «حماس» الآن، ولأسباب غير واضحة وضبابية رغم محاولة القيادى فى حركة حماس الدكتور «سامى أبو زهرة» شرح أسباب الرفض، ففى تصريحه لقناة «BBC» أكد أنه لم تستشر حماس فى هذه المبادرة، وأن موافقة الرئيس الفلسطينى وحكومة التوافق لا قيمة لها، لأنه لا دخل لهم ولا يتحكمون فى إطلاق الصواريخ.
وحين طرح سؤال: «ما الشروط التى تريدها حماس لإيقاف العدوان؟»، كان رد القيادى «أبو زهرة» حرفيا: «ليس هذا وقت طرح ومناقشة شروط حماس»، فترك المشاهد يتساءل: ماذا تريد حماس من هذه الجولة الجديدة فى الاشتباك غير المتكافئ مع عدو ليس لديه رادع أخلاقى، ويقتل الشعب الفلسطينى الأعزل بذريعة أن بداخل منازلهم صواريخ؟
هل تريد إحراج الحكومة الجديدة لمصر بسبب الصراع السياسى الناتج عن سقوط «الإخوان»، مع أنها وافقت على نفس المبادرة فى عهد حكومة الرئيس السابق «مرسى» 2012 م؟
وإن كان هذا هو المراد، ماذا عن مدنيى غزة هل عليهم استقبال الغارات بصدور عارية إلى أن توافق حماس على وقف إطلاق النار من الطرفين؟
ويبقى السؤال: هل من المنطق أن تطالب «العدو» بأن يحمى شعبك، وخصوصا إن كان العدو حقيرا، ولا يفرق بين المحارب والطفل، أم أن على حماس قبول المبادرة التى وافق عليها الرئيس الفلسطينى وحكومة التوافق لإيقاف هذا العدوان، أم أن المصالح الضيقة للحزب أهم من الإنسان الفلسطينى؟.