قليل البخت
محمود قاسم
آخر تحديث:
الجمعة 21 أبريل 2023 - 7:55 م
بتوقيت القاهرة
محمد عبدالجواد هو اسم مخرج تعتبر حياته أكثر دهشة من كل الأفلام التى قدمها، وهو لا يتواجد بقوة على ساحة المعرفة السينمائية رغم أن أفلامه موجودة على اليوتيوب وشاشات التليفزيون.
فعن حياته الشخصية لقد تزوج من طليقات المخرجين الذين عمل معهم مثل فاطمة رشدى وأميرة أمير، فبعد أن تم الطلاق بين كمال سليم وفاطمة رشدى تزوج من هذه الممثلة الجهبذ ثم بعد وفاة كمال سليم تزوج من أميرة أمير التى كانت أيضا زوجة لكمال سليم وفى مسيرته كان يستعين بالمخرج الجديد عز الدين ذو الفقار كمساعد له فى منتصف الأربعينيات وفيما بعد صار هو نفسه مساعدا لعز الدين ذو الفقار فى أفلام كثيرة لكنه لم يتوقف عن الإخراج ومن أفلامه كمخرج هناك: «قبلنى فى الظلام»، «قصة غرام»، «الدنيا لما تضحك»، وأيضا فيلم «قليل البخت» بطولة كل من شادية وكمال الشناوى وإسماعيل يس عام 1952 وهو فيلم من أعمال عديدة شارك فيها كل من الثنائى شادية وكمال الشناوى لكنه أقل هذه الأفلام شهرة لدى الناس، وهو فيلم غريب جدا وتأليف زهير بكير الذى ساعد المخرج فى كتابة السيناريو، إنه فعلا فيلم غريب لعله الفيلم الوحيد الذى قام فيه أبطاله بأدوار ثنائية، باعتبار أن الفترة الزمنية طويلة جدا بين أبطالها هدى ونبيلة وحسين، فحسب القصة نحن أحيانا نرى كمال الشناوى يقوم بدور الحبيب لشادية وفى فترة أخرى يقوم هو أيضا بدور أبيها ويتكرر نفس الأمر بالنسبة لإسماعيل يس، ولكن الممثلة زمردة تظل هى الممثلة الوحيدة التى تبقى ثابتة مع الزمن وتؤدى دور الجميلة الشريرة صاحبة المقالب والمؤامرات، فتفرق بين الأحبة وتتزوج من الرجال الذين أوقعتهم فى مصائبها، ولا أنسى قبل الاستمرار فى الحديث أن أذكر المشاهدين أن محمود المليجى كان فى دور مختلف تماما فهو ليس فقط ابن العم الطيب ولكنه الرجل الريفى صاحب المبادئ التى لا يحيد عنها فيرفض إغراءات إلهام له بأنها تحبه ويجب أن يتزوجها، وهو دور لم نره قط هذا النبل فى الشخصيات السينمائية، الفيلم كثير الشخصيات مزدحم جدا وهناك لطفى الحكيم مثلا الرجل العجوز الذى يتزوج من بلبلة بعد أن تخطئ مع حبيبها حسين الذى تخلى عنها، ويتبنى ابنتها السفاح ويعيش معها حتى تكبر وتتزوج، إنه فيلم مزدحم بالأشخاص والحكايات والأزمنة ورغم هذا فإن قرابة نصف الأبطال يقومون بتجسيد شخصيات مزدوجة مثل كمال الشناوى فى شخصيتى حسين وأحمد، وهذا النوع من الأفلام يحتاج إلى استيعاب لكل هذه الحكايات المتراكمة وسط لهاث من الفضول لمعرفة كيف تنتهى الأحداث وهناك أيضا من الجيل الثانى شخصية نور الدمرداش حبيب الابنة الذى يشك فى سلوك فتاته وهو لا يعرف حقيقة أن حسين هو أبوها، الكثير من شخصيات الفيلم تدخل المقابر ثم تخرج منها لتمارس حياة إضافية، فالأبنة «شادية« تعمل فى نفس الكباريه كمطربة وهو الكباريه كانت تغنى فيه أمها ويبدو المكان ثابتا كأننا فى نص مسرحى ليس فيه أى نوع من الحركة، العرائس هى نفسها يحركها القدر ولكن على الطريقة السينما المصرية فإن الأجيال الأولى تدفع الثمن، وبعد سنوات تحصد المصير الأفضل، الأم المطربة تموت بعد الإنجاب، أما الابنة فإنها تحصد الثمار ما فعله الزمن بجميع أفراد أسرتها حيث تلتقى بأبيها الحقيقى وتتزوج من حبيبها وترث عرش أمها مطربة الملهى الليلى، وعلى كل رغم مستوى هذا النوع من الأفلام فأنت كمتفرج محاط بنخبة كبيرة من النجوم يرتدون أكثر من قناع، لعل عبدالجواد أدرك أن سحر السينما فى نجومها فملأ فيلمه بالكثير من النجوم الكبار حتى لو كانت أدوار صغيرة مثل محمود المليجى بشكل خاص وإسماعيل يس وبالطبع زمردة التى نسيها الناس بسبب أنها تخصصت فى أدوار الحسناء الشريرة.