كُنْ جميلًا
صحافة عربية
آخر تحديث:
الخميس 21 أغسطس 2025 - 7:40 م
بتوقيت القاهرة
نشرت جريدة القبس الكويتية مقالًا للكاتب عدنان عبدالله العثمان، سلط فيه الضوء على كتاب «كن جميلًا» للكاتب السعودى محمد الفارس، المعروف بلقب «بوفلاح». يمتاز الفارس بقدرته على صياغة الحكمة فى عبارات قصيرة مؤثرة، تجمع بين الأصالة والرؤية المعاصرة فى مجال التطوير الذاتى والتنمية الإنسانية. ويأتى كتابه ليحمل دروسًا عميقة فى مواجهة الحياة برحابة صدر وتفكير إيجابى، بعيدًا عن الانغماس فى الحزن أو الاستسلام لليأس. المقال يستعرض بعضًا من صفحاته المضيئة التى تدعو القارئ إلى التفاؤل، وتقديم الروح على الجسد، والنظر إلى التحديات باعتبارها جسورًا نحو النجاح.. نعرض من المقال ما يلى:
منذ فترة ليست بالقصيرة، وصلتنى هدية من الأخ العزيز والكاتب محمد الفارس، وهى عبارة عن كتابين هما «كن جميلًا» و«قصف الجبهات من روائع الإجابات»، وفى هذا المقال أسلط الضوء على كتاب «كن جميلًا» لأشارككم واحدًا من مقالاته، وأنقله لكم كما ورد على لسان الكاتب، لما فيه من الحكمة ما يستحق التأمل والتدبر، وقبل أن نغوص فى محتوى الكتاب، لا بُدَّ لنا من العروج قليلًا على سيرة الكاتب المتميز محمد الفارس، فهو كاتب وأديب سعودى يتميز بأسلوبه الرقيق فى الكتابة وقدرته على تقديم المعانى العميقة بكلماتٍ بسيطة ومؤثرة، ويُعرف بوفلاح بكتاباته فى مجال التطوير الذاتى والتنمية، حيث يمزج بمهارة بين الحكمة العربية الأصيلة والرؤى المعاصرة فى التعامل مع الحياة، ما يجعل كتاباته تلامس القلب قبل العقل؛ ومن بين المقالات الثرية فى هذا الكتاب، اخترت لكم مقالًا بعنوان «لماذا الزعل؟»، الذى يقدم فيه بوفلاح رؤية فلسفية عميقة حول طبيعة الحياة وكيفية التعامل مع محنها قائلًا: «الصّراخ لا ينهى قضية، والحزن لا يحل مشكلة، والبكاء لا يرد الأموات، والقلق لا يبنى مستقبلًا، والتفكير السلبى لا يصنع نجاحًا، والخوف لا يمنع القدر، ولو حسبنا سنوات أعمارنا لوجدنا أنَّ من يعيش مائة سنة تساوى عند الله ثانية».
لماذا الزعل على شىء قد كان؟ وقد كُتبت تفاصيل حياتك منذ ولادتك حتى وفاتك فى اللوح المحفوظ قبل أن تُخلق؟ وهل يُحسد السفيه لسفهه؟ وهل يحسد الجاهل على عقله؟ لولا تميزك لما حسدوك، ولولا طموحك لما خذلوك، ولولا جمال قلبك لما اغتابوك، فلا تضيع وقتك بالتفكير فيما يقولون عنك، فهم لا يستحقون. التفكير فى الماضى يجعلنا نجرُّ معنا آلام الماضى إلى المستقبل وكأننا عشقناها ولا نريد أن نبرح عنها؛ وقل شكرًا للمصائب فقد أسقطت أقنعة كنت تحسن الظن بها، فبعض المصائب كالماء العكر فقط انتظر قليلًا حتى تتَّضح لك الرؤية، وفتش بها حتمًا سوف تجد الفائدة، واجعل ما يُقال فيك مدحًا أو ذمًّا سُلمًا ترتقى به إلى النجاح، فجرب علاج كل من يسىء لك أو يتحدث عنك بسوء أو يتهمك، واتبع مقولة: تغاضَ وربك يتقاضى، فالغضب يجذب الأمراض وعليك بتحويل غضبك إلى مشروع يغير حياتك للأفضل، فمن العظماء من استُهين به فترجم الألم إلى تحدٍّ ثم إلى حلم ثم إلى واقع. قال عمر بن الخطاب، رضى الله عنه: إذا سمعت الكلمة تؤذيك فطأطئ لها حتى تتخطاك، ويقول رضى الله عنه: لا أبالى أصبحت غنيًا أو فقيرًا فإنى لا أدرى أيهما خير لى. فالإنسان ليس جسدًا، فهناك مخلوقات كثيرة تشبه الإنسان فى الجسد، بل أنت الروح والروح أنت، هى من تصنع لك الفرق، وهى من تغير حياتك، إذًا فأنت مشاعر توجهها لتكوين ذاتك، وماذا تريد أن تكون؟ وكيف تكون؟ فاحرص وركز عليها أكثر من حرصك على جسدك، فهى من تعيش بعد موتك أو تموت مع جسدك، فلا قيمة للساعة إن لم تكن تعمل.
ولا بُدَّ من الإشارة عزيزى القارئ بأن كتاب "كن جميلًا" مُطعَّم بالكثير من المقولات والحِكم التى تنير دروب النفوس وتهذب الأخلاق، اخترت لكم منها ما يلى: «الأمواج لو لم يدفع بعضها بعضًا لم تصل إلى الشاطئ، كذلك البشر فى الخير والشر»، وأيضًا «لا تجعل جواد طموحك يستريح، ما دمت تنعم بالصّحة فسابق الوقت والريح، ولا تلتفت للخلف لتسمع النقد والتجريح، فأنت فارس وإن كنت جريحًا».