الغانم.. الكويتى خارج أسوارنا
صحافة عربية
آخر تحديث:
السبت 21 أكتوبر 2017 - 8:05 م
بتوقيت القاهرة
نشرت صحيفة الأنباء الكويتية مقالًا للكاتب «ذعار الرشيدى» جاء فيه، رئيس مجلس الأمة الكويتى «مرزوق الغانم» كسر علم الجغرافيا وأسس قاعدة جديدة غير مسبوقة أثبت من خلالها أن مساحة الكويت تتجاوز الـ 14 مليون كيلو متر مربع، إذ مثل بكلمته التى ألقاها فى مؤتمر الاتحاد البرلمانى الدولى أكثر من 400 مليون مواطن عربى.
الغانم أثبت وبالدليل الحى وتحت سمع وبصر العالم أن المبادئ لا تتجزأ، وأن حجم الدول الحقيقى لا يقاس بمساحتها الجغرافية، بل يقاس بمدى عطائها وقوة ثباتها على المبدأ وتفاعلها المؤثر فى محيطها.
بين أسوار بلدنا الصغير المساحة نختلف سياسيًا مع رئيس مجلس الأمة ضمن إطار الاختلاف الحميد فى الرأى الذى قد نتجاوز حدوده إما «شرهة» أو «عتبا» أو «هقوة» لا أكثر من ذلك، أما فى الخارج فكل هذه المصطلحات الكويتية نلقيها جانبًا ونضع «خلافنا» و«اختلافنا» رهنًا لدى موظف الكائنات الذى يختم جوازاتنا لحظة خروجنا من البلد، فى الخارج نتحد فى كل شىء، بل نصبح شخصًا واحدًا، خاصة فى قضايا أساسية لا تقبل القسمة على رأيين.
عندما نخرج إلى العالم سياسيًا فنحن متفقون تمامًا على مبادئ عربية ــ إسلامية ثابتة لا تتغير ولا تخضع للمساومات ولا ندخلها فى مناطق الدبلوماسية الرمادية كما يفعل آخرون، والغانم بكلمته لم يكن يمثل الكويت بصفته رئيس مجلس الأمة الكويتى، بل كان يمثل روح الأمتين العربية والإسلامية فى مواجهة أخطر عدو لهما، معيدا ومشددا على المبادئ التى بنيت عليها العقيدة السياسية الكويتية منذ نشأتها.
رسالة الغانم كانت أبعد من حدود التوجيه لأعضاء الكنيست، بل كانت رسالة متعددة الاتجاهات لأطراف متعددة فى الداخل العربى وللخارج أيضا.
موقف فروسى نبيل واستخدام جرىء لمنبر فى محفل سياسى يجمع ممثلى شعوب العالم، أدرج الغانم أولا قضية مسلمى الروهينجا ثم دعم بثقل عربى المرشحة المكسيكية «الأكثر قربا من قضايا العرب»، بل ولأول مرة ساهم الغانم بتحركاته السياسية بولادة لوبى عربى لدعم مرشح معين، وأخيرا وليس آخرا قام بتعرية ممثلى كيان دولة الاحتلال الإسرائيلى، بشكل مهذب راقٍ مع استخدام جمل وأوصاف لا يمكن أن تقال إلا كما قالها الغانم.
رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم.. شرفتنا، مثلتنا خير تمثيل، قلت ما فى قلوبنا وعقولنا، ونقلتنا فى المحفل البرلمانى ولأول مرة فى تاريخ مشاركاتنا من دور المتابع سياسيا إلى دور المؤثر، ومن لعب دور الصدى إلى أن نكون صوت أنفسنا، بل صوت لأكثر من ٤٠٠ مليون آدمى.