التطهير على الطريقة الإخوانية

عماد الغزالي
عماد الغزالي

آخر تحديث: الإثنين 22 أبريل 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

هل تصدق أن الإخوان يريدون فعلا تطهير القضاء ؟.. حسنا..

 

بالأمس قال المستشار زكريا عبد العزيز رئيس نادى القضاة السابق للشروق إن نسبة الفاسدين بين القضاة لاتتجاوز 1%، وفى الصفحة ذاتها قال الخضيرى إن عددهم لايزيد على عشرين قاضيا، والاثنان كما تعلم، ليسا من الليبراليين العلمانيين الكفرة، كما أنهما ليسا من جحافل الفلول الزاحفة لإسقاط الرئيس وهدم النظام وعرقلة النهضة، بل إن أحدهما، وأعنى المستشار الخضيرى، يعتبره البعض إخوانيا حويطا ضمن خلايا الجماعة النائمة..

 

هل تعتقد سيادتك أن الإخوان و«وسطهم» و«جبهة ضميرهم» انتفضوا واستنفروا قواعدهم فى القاهرة والمحافظات، لتخليص القضاة من هذه الشرذمة الفاسدة والطغمة الباغية التى لاتتجاوز 20 قاضيا حسب الخضيرى، ولاتزيد نسبتهم على 1% حسب عبد العزيز، هل تتصور أن عملية الشحن التى جرت على مدى أسابيع والتى سبقتها مناورات أخرى كان أبرزها حصار المحكمة الدستورية وتعطيل انعقادها،  وإقالة النائب العام وتعيين آخر بإعلان دستورى فاشى، هل تعتقد ان هذه السلسلة من المؤامرات هدفها إقصاء 20 قاضيا يدنسون ثوب العدالة الطاهر وأحكامها الناجزة، ويقفون حجر عثرة أمام رغبة الرئيس والجماعة فى إحقاق الحق وسحق الباطل ؟

 

أزعم أننا ينبغى أن نسجد لله شكرا إن كانت نسبة الفاسدين فى أى مؤسسة من مؤسساتنا 20 أو 30%، فإذا كانت 1%، فإن القائمين على هذه المؤسسة يستحقون التكريم والعرفان، بل ومنحهم أوسمة أرفع من تلك التى منحها الرئيس لنفسه فور أن خطا بقدميه على أعتاب قصر الرئاسة.

 

ألم تلاحظ سيادتك ثانيا، أن الذين «سيقوا» لمحاصرة دار القضاء العالى هتفوا مطالبين بإقالة وزير العدل أحمد مكى، فيما تعالت حناجرهم على طريقة ألتراس كرة القدم يرددون : «طلعت عبد الله ياحبيبنا.. وحياة أبوك ماتسيبنا» مع أن كليهما ـ مكى وعبد الله ـ من اختيار الرئيس والجماعة ؟ فما السر ياترى ؟

 

أقول لك : مكى الذى دافع دوما وأبدا عن سياسات الرئيس، قرر فجأة أن يرفض مخطط الجماعة لتخفيض سن تقاعد القضاة لإقصاء نحو 3500 قاض حسبما قال المرشد السابق مهدى عاكف، بل إن مكى تجاسر ووصف هذا الإجراء بـ«المذبحة»، وقال فى نوبة صحيان هادرة : لن يحدث ذلك فى عهدى،  فحق عليه العقاب ووجبت إقالته، أما عبد الله فمازال يمارس دوره باقتدار وتفان منقطع التقدير، وتحدى الجميع حين كان فى قطر معلنا ببسالة أنه لن يستقيل، وسيؤدى «دوره» حتى آخر نفس !

 

كما أن قاضيا فى عهد مكى بلغت به الوقاحة، فنفذ صريح القانون والتزم بنصوص الدستور «الذى وضعته الجماعة» ـ لاحظ ـ فأخلى سبيل مبارك، بعد أن استنفد فترة الحبس الاحتياطى فى القضية المنظورة أمامه، وإن أبقاه محبوسا على ذمة قضايا أخرى، وهذا ـ فى عرف الجماعة ـ لايجوز، وقد كان مطلوبا من القاضى أن يدهس الدستور والقانون، ولِمَ لا وقد فعلها الرئيس قبله مرارا وتكرارا.

 

هل مازلت تصدق أن الرئيس وجماعته و«وسطهم» و«جبهة ضميرهم» يريدون فعلا تطهير القضاء؟

 

هل مازلت تصدق شعارهم الذى خدعوك به متوسلين صوتك الانتخابى «نحمل الخير لمصر»؟

 

هل مازلت تصدق أنهم يعملون لرفعة الوطن وأهله وناسه،  لالتمكين الجماعة ومخطط الجماعة وهيمنة الجماعة ؟

 

عقلك فى راسك.. وانت حر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved