النجاة من الذكاء الاصطناعى
صحافة عربية
آخر تحديث:
الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 7:30 م
بتوقيت القاهرة
نشرت جريدة الرياض السعودية مقالا للكاتب يوسف القبلان، يناقش فيه المجالات التى يُصعب على الذكاء الاصطناعى اختراقها، مثل التعليم، الرعاية الصحية، والفنون، لأنها ترتكز على القيم الإنسانية والإبداع، طبقا لآراء عدد من خبراء التكنولوجيا، منهم بيل جيتس. كما يعرض الكاتب القلق من فقدان الوظائف وتأثير الذكاء الاصطناعى على الاستقرار الاجتماعى، مع اقتراح ضرورة التكيف من خلال التعليم والتدريب. ختاما، يؤكد الكاتب على أن الذكاء الاصطناعى يجب أن يبقى فى منطقة «الضرورة» ويُستخدم كوسيلة مساعدة لا كبديل، وإلا فقد يتحول إلى ترف ضار يحمل معه تهديدات اجتماعية واقتصادية وثقافية.. نعرض من المقال ما يلى:
يرى بيل جيتس مؤسس مايكروسوفت أن 3 مهن فقط ستنجو من الذكاء الاصطناعى وهى: المبرمجون، الطاقة، البحوث الطبية والبيولوجية، العاملون فى هذه المجالات لن يفقدوا وظائفهم حسب توقع جيتس. هذا التوقع يفتح المجال لسؤال: هل الذكاء الاصطناعى ترف أم ضرورة؟
ربما نجد الإجابة عن هذا السؤال لدى جيتس نفسه حين توقع أن العلوم الإنسانية مثل التعليم والرعاية الصحية والفنون ستصمد أمام إعصار الذكاء الاصطناعى. هذه العلوم حسب وصف جيتس متجذرة فى الإبداع والأخلاق والتواصل الإنسانى، ولا يزال الحدس والحلول الإبداعية أمورًا ضرورية وهى من اختصاص الإنسان.
ألا يعنى ما سبق أن الذكاء الاصطناعى ضرورة فى مجالات معينة وترف أو غير ضرورى فى مجالات أخرى كونه يؤدى إلى فقدان الوظائف، وحسب صندوق النقد الدولى فإن الذكاء الاصطناعى قد يؤثر على 40% من الوظائف على مستوى العالم وقد يؤدى إلى عدم المساواة فى سوق العمل حسب المخاوف التى تبديها مديرة صندوق النقد الدولى ولهذا تقترح منع تأثير التكنولوجيا على استقرار المجتمع.
فى المقابل يرى آخرون أن على العمال والموظفين التكيف مع التقنيات الجديدة من أجل الاحتفاظ بوظائفهم.. وسيكون التعليم والتدريب هما الوسيلة لتحقيق هذا التكيف.
موضوع الذكاء الاصطناعى ضرورة أم ترف جعلنى أتوقف عند مقال ذى صلة فى الشرق الأوسط للزميل الأستاذ مشارى الذايدى بعنوان (الذكاء الاصطناعى الحرامى) تطرق فيه إلى مصادر الذكاء الاصطناعى التى تمكنه من الإجابة عن الأسئلة، مشيرا إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعى للمكتبة الإلكترونية يعزز الوصول المجانى المفتوح إلى المعرفة الأكاديمية (كتب، مقالات علمية، دراسات، بحوث) الأمر الذى يطرح علامة استفهام حول الملكية الفكرية.
أشار الكاتب فى هذا المقال إلى تظاهرات مؤلفين بريطانيين ضد شركة ميتا الأمريكية فى لندن ضد سرقة أعمالهم لتغذية الذكاء الاصطناعى، ويتساءل الكاتب: لو جردنا الذكاء الاصطناعى من حرية ومجانية الوصول إلى المقالات والدراسات والكتب فكيف سيعطيك نتيجة؟
نضيف إلى سؤال الأستاذ الذايدى عن جدوى استخدام الذكاء الاصطناعى فى هذه الجزئية تحديدا إذا كانت المعرفة متوفرة فى المراجع الأصلية فماذا يضيف الذكاء الاصطناعى؟ وبمعنى آخر، هل هو ضرورة فى هذا المجال مع وجود بدائل أخرى؟
الذكاء الطبيعى هو ذكاء الإنسان، صنع الذكاء الآخر كوسيلة للمساعدة فى مجالات محددة، وليس ليكون بديلا للإنسان.. من المهم أن يكون الذكاء الاصطناعى فى منطقة الضرورة وألا يتجاوزها إلى منطقة الترف لأن الخروج عن منطقة الضرورة قد ينتج عنه مخاطر اجتماعية وأمنية سبق أن أشار إليها مسئولون يعملون فى مجال الذكاء الاصطناعى.