إسرائيل والخطط المعلنة لتفتيت المنطقة

منى مينا
منى مينا

آخر تحديث: الإثنين 22 سبتمبر 2025 - 7:25 م بتوقيت القاهرة

تحدث كثير من قادة إسرائيل والزعماء الصهاينة بصراحة، ومنذ البدايات الأولى لقيام الدولة العبرية، عن أهمية العمل على تفتيت المنطقة العربية إلى كيانات طائفية صغيرة، لضمان أمن إسرائيل وتوسعها. وقد عبّر عن ذلك بوضوح "دافيد بن جوريون" أحد القادة الأوائل للصهيونية وأول رئيس وزراء لإسرائيل، و"موشيه شاريت" أول وزير خارجية وثاني رئيس وزراء لها.

فقد صرّح بن جوريون في خطابات ومراسلاته منذ الأربعينيات بأن إسرائيل "دولة صغيرة محاطة ببحر من العرب"، وأن عليها أن تتحالف مع الأقليات غير العربية (الأكراد، الموارنة...).

كما أشار موشيه شاريت في مذكراته خلال الخمسينيات إلى أن "تفكك العالم العربي على أسس طائفية سيكون في مصلحة إسرائيل".

إلا أن أوضح تعبير عن هذه الفكرة جاء في ما عُرف بـ"خطة ينون"، التي كتبها الصحفي والدبلوماسي الإسرائيلي عوديد ينون، ونشرها عام 1982 في إحدى الدوريات التابعة للمنظمة الصهيونية العالمية.

في هذه الوثيقة، أكد ينون أن إسرائيل لا يمكن أن تبقى قوية وسط "بحر من العرب"، إلا إذا جرى تفكيك الدول العربية الكبرى (العراق، سوريا، مصر) إلى كيانات طائفية وعرقية أصغر. ولاحظ كثير من الباحثين أن هذا الطرح الواضح لتقسيم الدول الكبرى، ومن بينها مصر، جاء بعد توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل عام 1979!

ومن بين الفقرات اللافتة في "خطة ينون" ما جاء فيها: «إن الهدف السياسي لإسرائيل في ثمانينيات القرن العشرين على الجبهة الغربية هو تفتيت مصر إلى مناطق جغرافية مختلفة. فإذا انهارت مصر، فإن دولاً مثل ليبيا والسودان، بل وحتى الدول الأبعد، ستنهار أو تتغير طبيعتها. إن رؤية قيام دولة قبطية مسيحية في صعيد مصر، إلى جانب عدد من الدول الضعيفة ذات السلطة المحلية المحدودة وبدون حكومة مركزية كما هو الحال الآن، هي المفتاح لتطور تاريخي تم تأجيله بسبب معاهدة السلام، ولكنه يبدو أنه لا مفر منه على المدى الطويل».

ويُلاحظ أيضاً أن المؤسسين الأوائل والمفكرين الصهاينة الذين تبنّوا فكرة "تفكيك العالم العربي على أسس طائفية" كانوا علمانيين غير متدينين، ومع ذلك سعوا بوضوح إلى تقسيم أوطاننا على أسس دينية.

لقد تحدثوا عن أهدافهم وخططهم بوضوح شديد، مستندين إلى المقولة الشهيرة: «العرب لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يطبقون».

لكن الأهم من مجرد التصريحات: ألا يكفي أن ننظر اليوم إلى حال سوريا ولبنان والسودان والعراق لندرك أن هذه الخطط تحولت إلى تحركات حقيقية على الأرض، وليست مجرد تصورات خيالية؟

فهل استوعبنا الدرس؟

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved