2013 أسوأ سنوات أوباما فى الرئاسة
جميل مطر
آخر تحديث:
الإثنين 23 ديسمبر 2013 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
لم يكن المؤتمر الصحفى الأخير للرئيس أوباما أفضل مؤتمراته. يكمن السبب ربما فى أن أحدا فى البيت الابيض من بين مستشاريه الإعلاميين أو السياسيين ابلغه أن سؤالا وحيدا يلح ليتصدر باقة الاسئلة التى أعدها الصحفيون المعتمدون فى الرئاسة، سؤال عن القرار الذى يعتقد الرئيس أنه الأسوأ بين القرارات التى اتخذها خلال العام المنقضى.
عندما يتحدث الصحفيون عن القرار الأسوأ فهم لا شك مقتنعون بأن قرارات كثيرة اتخذها الرئيس الأمريكى خلال العام كانت سيئة. بل لعلهم فى سرائرهم واثقون أن الرئيس أوباما لم يصدر قرارا واحدا جيدا خلال العام وإلا اختلف السؤال.
عادة الرئيس اوباما هى انه يستخدم براعته فى اللغة والخطابة ليتخلص من مواقف محرجة وأسئلة صعبة. هذه المرة لم تسعفه الموهبتان، فراح يلقى ببعض المسئولية على الجمهوريين الذين اغلقوا الدولة وأوقفوا العمل بالميزانية، الأمر الذى أضر، حسب رأيه، بالاقتصاد. ومع ذلك نجح الرئيس فى إقناع المراسلين بأن الاقتصاد الأمريكى تحسن شيئا ما خلال العام.
كان واضحا أن الرئيس الأمريكى يجد صعوبة فى تقديم دليل واحد على نجاح خطته للرعاية الصحية، وفى تبرير وتخفيف وقع مأساة التجسس بالتنصت على هواتف الأمريكيين وهواتف بعض حلفائه من قادة الغرب. قال إنه كلف لجنة بتقديم توصيات وبالفعل انتهت اللجنة من عملها وحررت تقريرا. التقرير، كعادة التقارير الأمريكية، يحتل مئات الصفحات. وهو، أيضا كعادة تقارير اللجان الأمريكية، وضع توصيات بلغ عددها هذه المرة ستا وأربعين توصية، قال عنها الرئيس إنها ستساعده فى ادخال الإصلاحات اللازمة على عمل الأجهزة التى تشكل فى مجموعها ما يعرف بالجماعة الاستخباراتية الأمريكية.
خرج الصحفيون من المؤتمر وأكثرهم مقتنع بأن اوباما لن يفلح فى تطوير منظومة الاستخبارات والأمن فى أمريكا. يدرك هؤلاء الصحفيون أن لهذه الجماعة جذورا ضاربة فى هياكل أجهزة صنع السياسة والقرار. يدركون أيضا، كما لا شك يدرك الرئيس نفسه، أنها تعتمد على جماعات ضغط موالية ومنتفعة، وأنها تحتفظ بأقوى العلاقات مع جميع أجهزة الاستخبارات فى العالم الخارجى. أضف إلى ما سبق اعتبارين هامين. أولهما أنه فى الوقت الذى تتصاعد فيه الرغبة فى تقييد صلاحيات وامتيازات مؤسسات التجسس والتخابر تتصاعد أيضًا العمليات الإرهابية فى أنحاء متفرقة من العالم وكلاهما، كما نعرف، يجد فى الآخر مبررا لاستمرار وجوده. الاعتبار الثانى هو أن قادة الدول الحليفة وغيرهم من الحكام الذين يخضعون لعمليات تنصت وتجسس لم يغضبوا غضبا عارما أو حقيقيا. أغلبهم غضب غضبا إعلاميا. يعلم أوباما ويعلم الحكام جميعا، أن لا أحد منهم يستغنى عن جواسيسه وأن كلا منهم يتجسس على الآخر وعلى شعبه وحلفائه وخصومه تحت ذريعة أو أخرى.
أقصى ما يستطيع حاكم منصف وعادل أن يفعله هو أن يتمنى على مخابراته أن تحرص على سرية ما تجمعه من معلومات، وأن تمنع شركات الهواتف، والاتصالات عموما، من المتاجرة بأسرار الناس، وأن تمارس العنف بلطف، وإن غلب الطبع، فلتمارسه بقسوة أقل.