هل استمتعت بوجبتك البلاستيكية لهذا اليوم؟

مواقع عالمية
مواقع عالمية

آخر تحديث: الخميس 23 يوليه 2020 - 7:45 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع قنطرة مقالا للكاتبة «منار رمضان» تناولت فيه أخطار وأضرار المواد البلاستيكية على الصحة والبيئة وكيف من الممكن التغلب على تلك الأضرار... نعرض منه ما يلى.
استهلت الكاتبة حديثها بالإشارة إلى أن البلاستيك لا يتحلل أبدا؛ بل يتفكك إلى قطع حجمها أقل من ٢,٥ مم ويصبح جزءًا من سلسلتنا الغذائية. يمكن لهذا أن يحدث عن طريق أحد السيناريوهين التاليين: الأول، المياه التى نشربها ملوّثة بالجزئيات البلاستيكية، مسببة بذلك أمراضًا متعددة ذات منشأ سرطانى، واضطرابات هرمونية. أما فى السيناريو الثانى، فتبتلع الحيوانات البلاستيك بالمصادفة، إذ لا تقوى على تمييزه عن الغذاء الحقيقى، ومن ثم تنقله لنا عندما نستهلكها.
وفى الدول النامية، حيث تربّى الماشية فى البرية ومكبات النفايات المليئة بالبلاستيك، يصبح البلاستيك جزءا من غذائها اليومى. وحتى عندما نبقى على الماشية فى المزارع ونراقبها بشكل أكبر، فإن علفها يشتمل على البلاستيك على الأرجح.
والمشكلة لا تكمن فى البلاستيك نفسه، بل فى المواد البلاستيكية ذات الاستعمال الواحد، والتى بالرغم من فوائدها واستعمالاتها المتعددة، إلا أنها تمكث فى بيئتنا مدة تبلغ حد الـ٤٥٠ سنة لينتهى بها المطاف فى محيطاتنا... فهى تصنع من مواد خفيفة للغاية تنتقل بسهولة عبر الهواء... وتشير الكاتبة إلى أنه عام 2017 تم إنتاج ١٢ مليار كيس بلاستيكى فى مصر.
تقول الكاتبة إن الإسكندرية هى أكثر المدن تأثرًا بالنفايات البحرية.. وعليه، تمثّل المدينة المكان الأمثل لفريق بانلاستيك ــ وهى منظمة غير حكومية كاتبة المقال عضو مؤسس فيها ــ للشروع بحركة حظر استخدام البلاستيك فى مصر، منضمة إلى ٧٠ دولة أخرى اتخذت إجراءات لحظر استخدام البلاستيك.
المواد البلاستيكية تطير أيضًا وتسد مصارف مياه الأمطار، مما يسبب الطوفانات فى فصل الشتاء. كذلك فإن الإخلال بالنظام البيئى هو مظهر آخر لهذه الكارثة. ففى صيف عام ٢٠١٧، اجتاحت أعداد هائلة من قناديل البحر الساحل الشمالى وتسببت فى ابتعاد مرتادى الشواطئ عن المياه أما السبب وراء ذلك فتوضح الكاتبة أنه عندما يبدو قنديل البحر مشابهًا لكيس بلاستيكى فى المياه، تأكل السلاحف الأكياس البلاستيكية بالخطأ، مما يتسبب فى اختناقها وموتها بشكل بائس وانقراضها. وكان هذا الدافع الرئيسى وراء إطلاق حملة بانلاستيك مصر فى هذه المدينة.
وعن طريق إجراء الحوارات وعرض الصور الصادمة لحيوانات طالها تأثير البلاستيك، وبتحويل عملية جمع النفايات إلى ألعاب للأطفال، شارك المئات من زوار الإسكندرية فى صيف ٢٠١٩. إلى جانب شن حملة شاركت فيها الشركات على وسائل التواصل الاجتماعى ضد العلامات التجارية الملوثة للبيئة.
أما بالنسبة لعمليات تنظيف الشواطئ وما إذا كانت ستساهم فى حل المشكلة. فيتساءل البعض كيف لعمليات تنظيف الشواطئ أن تحدث أى أثر بدون تغيير ثقافتنا؟ إلا أن بعض الأشخاص يجادلون فى أنه يمكن اعتبار عمليات التنظيف مظاهرات سلميّة خضراء لجذب انتباه زوار الشواطئ إلى مضار رمى النفايات وإلى جمال الشواطئ النظيفة. وبشكل غير مباشر، تضع عمليات التنظيف ضغطا اجتماعيا على رماة النفايات.
وإذا ما شعر الناس بأن أفعالهم قد تلقى إدانة اجتماعية، فستقل إمكانية قيامهم بتلك الأفعال. أما الجانب الآخر من المعادلة فهى الحكومة. إذ تساهم عمليات التنظيف فى دفع الحكومات لزيادة مجهودها فى الإبقاء على شواطئنا نظيفة، وذلك بتوفيرها للمزيد من صناديق القمامة وحظر استخدام المواد البلاستيكية ذات الاستعمال الواحد على الشواطئ، ومن ثم تدريجيًا فى سياقات أخرى كالمحال التجارية.
***
غير أن المشكلة كما تشير الكاتبة لا تقف عند هذا الحد. فصناعة المياه المعدنية المعبأة والمعلبة هو عامل رئيسى فى هذه الأزمة. الذى يعتبر تصنيعا للبلاستيك وليس الماء. إذ يستلزم كل لتر من المياه المعلبة استخدام ثلاثة لترات من المياه العذبة فى عملية تصنيع الزجاجة البلاستيكية. ولا تلوث صناعة المياه المعبأة والمشروبات الغازية بمجملها البيئة فحسب، بل إنها تفاقم أزمة المياه أيضًا، حيث تحفر شركات تعبئة المياه آبارًا عميقة فى القرى النائية لضخ المياه، مما يؤدى إلى نقص فى المياه الضرورية للشرب والزراعة. ويغدو الوضع مأساويًا بشكل خاص فى المناطق النائية حيث لا يتوفر للناس التكنولوجيا المطلوبة لاستخراج المياه من الأعماق السحيقة لتلبية احتياجاتهم اليومية.
تدعو الكاتبة إلى العودة لحكمة جداتنا من إحضار أوعيتنا الخاصة لشراء الفول، واستخدام الشبك عند شراء الخبز البلدى، واستخدام الأكياس القماشية عند التسوق، وإعادة تعبئة العبوات الزجاجية، وأخيرا وليس آخرًا، مقاطعة هذا الهراء المتمثل بالمصاصات البلاستيكية ــ أو، فى حال كان لا بد لك من ذلك، لماذا لا تستخدم مصاصات مصنوعة من الستانلس ستيل أو الورق أو القصب؟
فى المرة التالية التى تشترى فيها زجاجة مياه بلاستيكية ذات الاستعمال لمرة واحدة أو تستهلك الغذاء المغلف بالبلاستيك، اسأل نفسك: هل سأستمتع بوجبتى البلاستيكية لهذا اليوم؟!
النص الأصلى
https://bit.ly/3jtrWKG

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved