الاعتراف بدولة فلسطينية ليس تهديدا.. الضم هو التهديد
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 - 7:30 م
بتوقيت القاهرة
لكى لا يكون هناك أى سوء فهم: أى خطوة نحو الضم الآن، ردا على موجة الاعترافات بـ«دولة فلسطينية»، ستقود إلى خسائر فادحة لإسرائيل. بيبى، نتنياهو، لم يعد مثلما كان عليه فى أيام بعيدة، سياسيا، لقد كان حذِرا ويحسب الأمور، ولذلك، قد ينجرّ وراء الضغوط التى تمارَس عليه من يمينه و«الرد» بخطوات ضم. ما من خطأ أفدح من هذا!
ولا يهم ما إذا كان الأمر يتعلق بضم غور الأردن، أو مناطق «ج»، أو «مجرد» معاليه أدوميم؛ فكل خطوة ضم تنطوى على أثمان باهظة. أمّا الفكرة السخيفة بشأن إغلاق القنصلية الفرنسية الملاصقة لفندق الملك داود فى القدس كعقوبة لماكرون، فهى ببساطة مثيرة للسخرية. مَن يهتم بما يفعلونه؟
من الأفضل لإسرائيل أن تحافظ على قدر من ضبط النفس (مصحوب بنبرة من الاستخفاف) فى مواجهة خطوات الدول التى رفعت عدد أعضاء الأمم المتحدة المعترِفين بـ«دولة فلسطينية» إلى 147. الجميع يعرف ما الذى يدفع ماكرون فى أزماته، أو ستارمر تحت ضغط اليسار، أو ألبانيزى، ورئيس وزراء أستراليا المتساهل، إلى مثل هذا التصرف؟ فبعد أن اعترفت دول عديدة بإقامة «دولة فلسطينية»، فإن انضمام بضع دول أُخرى لن يغيّر كثيرا. وأكثر من ذلك: إذا أردنا أن نكافح من أجل كسب تعاطُف الحزب الديمقراطى فى الولايات المتحدة، فإن الضم سيكون السم الذى سيقضى على ذلك.
ويُستحسن أن تواجه إسرائيل هذه الخطوات بالتذكير بأن القيادة الفلسطينية، منذ ثلاثينيات القرن الماضى، رفضت رؤية حل الدولتين، وحتى بعد اتفاقيات أوسلو، رضخت السلطة الفلسطينية «الدولة المستقبلية» لـحماس، وهى حتى اليوم، وعلى الرغم من أنها الأمل الكبير المزعوم للأوروبيين والأستراليين والكنديين، ليست سوى «منظومة عاجزة»، وهذا يعرفه جيدا كل الدبلوماسيين الأوروبيين وغيرهم فى الضفة الغربية.
لذلك، من الأفضل لإسرائيل، وصحيح أن هذا الأمر صعب مع حكومة كهذه الآن، أن تتصرف بضبط للنفس واحترام، وألّا تُفاقم أزمة غير مرغوب فيها، وألّا تصغى لسموتريتش، أو کرعى، أو بن غفير، ولا حتى جيلا غمليئيل المكللة بالإنجازات. يكفى أن تقول: عذرا، أنتم مخطئون، هذا لا يغيّر شيئا، والفلسطينيون، للأسف، لن ينفّذوا شيئاً من خريطة الطريق التى اقترحتموها.
أى سلوك آخر من جانب إسرائيل سيشكل فشلا إضافيا، وخطأً آخر، من «حكومة» متأرجحة، سكرى، تسير على أقدام واهنة.
إيهود ياعرى
قناة N12
مؤسسة الدراسات الفلسطينية