الديماغوجية سبب الشطط والتهييج والصراع
صحافة عربية
آخر تحديث:
الأحد 23 نوفمبر 2014 - 8:31 ص
بتوقيت القاهرة
مما لا يخفى على أى متابع للإعلام العربى ولما هو حاصل على مواقع التواصل الاجتماعى أن هناك شططا مفرطا وغير نبيل بل وهدام من كل الأطراف، وسببه ليس مجرد اختلاف الآراء والمرجعيات والمصالح والاستقطاب الحاد بينهما فالاختلاف لا يتحول لخلاف وعداوة إقصائية إلا عندما تدخل الديماغوجية على الخط، والديماغوجية، هى: الخطاب المهيج للتعصب والانفعالات العدوانية لدى الجمهور تجاه طرف معين لكى يستغلها صاحب الخطاب الديماغوجى لمآربه ومكاسبه الخاصة على حساب عموم الناس سواء من الفئة المستهدفة بالتحريض أو الفئة التى يتم تحريضها على حد سواء وإن كان يزعم أنها لصالح الناس ولصالح تحقيق اليوتوبيا الموعودة «المدينة أو الدولة الفاضلة»، ويكون هذا عبر اللعب على وتر إحباطات جمهوره وآمالهم ومخاوفهم غير الواعية وغير الموضوعية وتملقهم عاطفيا بالمديح والإطراء «للأنا» الجماعية، الأمر الذى يشعرهم بالفوقية على من عداهم وتحقير كل من هو ليس من «الأنا» الجماعية باستغلال الانطباعات المسبقة المعممة السلبية خاصة عن الفئة المستهدفة، ومنها الاغتيال المعنوى للرموز والأشخاص بالسخرية والاستهزاء وأنواع الشائعات والاتهامات المسيئة، التى غالبا لا أساس لها من الصحة، والديماغوجية هى المحرك لكل الحروب الأهلية أيا كان موضوع التحريض سواء أكان سياسيا حزبيا أو عقائديا دينيا أو لا دينيا أو عرقيا أو قبليا.
والصفة النفسية التشخيصية لمن يستعمل الخطاب الديماغوجى هى أنه سيكوباتى أى بلا أدنى ضمير أخلاقى يؤنبه على الكذب والافتراء والخطأ وبلا أدنى خجل ولا قابلية للشعور بالندم على ما يلحقه بخصومه وأيضا بجمهوره من ضرر ومعاناة، ولهذا فى الحديث الصحيح ذكر النبى هذه الشخصية بصفتها وهى «المتشدقون المتفيهقون» وقال فيها (وإن أبغضكم إلى الله وأبعدكم منى الثرثارون المتفيهقون المتشدقون).. وفى رواية (شرار أمتى الثرثارون المتشدقون المتفيهقون).
بشرى فيصل السباعى