ماذا تريد لائحة المعسكر الصهيونى؟
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
السبت 24 يناير 2015 - 8:20 ص
بتوقيت القاهرة
قبل أربع سنوات هتف المتظاهرون فى ساحة التحرير فى القاهرة «الشعب يريد رحيل الرئيس». لقد رحل الرئيس، لكن الأزمة الاقتصادية بقيت، وحرية التعبير لم تنتعش، وحقوق الإنسان لم تزدهر، وجاء محل الجنرال فى مصر جنرال آخر.
«الشعب يريد رحيل بيبى» يقول معسكر الوسط ــ اليسار فى إسرائيل الذى «انتخب منذ أيام اللواء فى الاحتياط عاموس يادلين وزيرا مستقبليا للدفاع (فى حال فوز يتيح له تشكيل الحكومة). وعلى ماذا سيحصل الشعب؟ إن شعار «أى شخص إلا بيبى» قد يجمع بين أفيجدور ليبرمان من «المعسكر القومى» ويتسحاق هيرتسوج من «المعسكر الصهيونى». لكن ماذا بعد ذلك؟ حتى الآن لم تعرض أمام الجمهور أى خطة سياسية أو اقتصادية يمكنها أن تملأ الإناء الجديد.
إن حكومة برئاستنا ستقف ضد أى خطوة أحادية تقوم بها السلطة «الفلسطينية. ونحن سنعرف كيف نحشد تأييد المجتمع الدولى من أجل تقديم المظلة السياسية المطلوبة لعمليات عسكرية». هذا ما قاله الثنائى ليفنى ــ هيرتسوج فى أعقاب قرار المحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى قبول الطلب الفلسطينى. فهل هما قادران بعد هذا الإصرار على الحديث مع محمود عباس الشخص الذى بادر «بصورة أحادية» إلى تقديم طلب انضمام فلسطين إلى المحكمة الدولية؟
لقد أعلن المرشح لمنصب وزير الدفاع عاموس يادلين أنه لا يرى فى عباس شريكا، وهو لا يعطى أهمية للمبادرة السعودية، ويؤمن بانسحاب إسرائيلى من طرف واحد من المناطق، عفوا من مناطق، أى من مساحات معينة تسيطر عليها إسرائيل اليوم.
يعرف هيرتسوج وليفنى مواقف يادلين بصورة جيدة، فهل يتبنون عقيدته؟ فإذا كان الأمر كذلك، لا حاجة للسعى إلى التفاوض مع الفلسطينيين، ومن الأفضل أن يتوقفا عن تسويق ذلك لإغراء الناخبين بالتصويت إلى جانبهم.
القدس فى قلوبنا وليست شعارا انتخابيا. ومن واجب كل زعامة فى إسرائيل «أن تتمسك بالقدس وتحصن مكانتها كعاصمة إسرائيل الأبدية». هذا ما صرحت به ليفنى عندما قامت بزيارة حائط المبكى فى مطلع الشهر. أما هيرتسوج فقال قبل عام فى مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «أرى القدس تتحول إلى عاصمتين سياسيتين: القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية، والقدس الغربية عاصمة الدولة اليهودية». فأى الاثنين نصدق؟
قبل سبعة أعوام قالت ليفنى: «عندما تنشأ الدولة الفلسطينية سأتوجه إلى مواطنى إسرائيل من الفلسطينيين الذين نطلق عليهم اليوم اسم عرب إسرائيل، وأقول لهم إن الحل الوطنى بالنسبة إليكم موجود فى مكان آخر». من المسموح للإنسان أن يغير رأيه مع مرور الزمن، وقد أثبتت ليفنى أنها قادرة على ذلك فى عدد من الموضوعات، وأحيانا بسرعة مذهلة، لكن حتى الآن لم نسمع رأيها حيال الحقوق الجماعية للعرب فى إسرائيل. ولا نعرف ما إذا كان هيرتسوج يوافق على المواقف التى عبرت عنها ليفنى قبل 7 سنوات، وهل سيجلس فى حكومة واحدة مع ليبرمان الذى يتبنى هو أيضا فكرة الترانسفير.
هل سيدعو هيرتسوج وليفنى المنتخبين العرب إلى المشاركة فى الائتلاف أو الحكومة؟ لا سبب يدعوهما إلى القلق، فالعرب لن ينضموا إلى الحكومة. فهم لا يؤمنون بأن حكومة وسطية ــ يسارية ستوقف بناء المستوطنات، وبالتالى لا فائدة من الانضمام إلى حكومة ستقوم بتطييرهم من كراسيهم لأنهم صوتوا ضد قراراتها. لكن النية والبادرة ومد اليد من جانب «المعسكر الصهيونى» تبقى بالقدر عينه من الأهمية.
يتعين علينا الاعتراف بأن إزاحة بيبى يملأ القلب بالأمل، ومن أجل ذلك يجب وضع البطاقة الصحيحة فى صناديق الاقتراع. لكن المشكلة تكمن فى الرزمة التى يعرضها «المعسكر الصهيونى».
تسفى برئيل - محلل سياسى
هاآرتس - نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية