لماذا تجهم الإخوان؟
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
الجمعة 24 أبريل 2015 - 9:25 ص
بتوقيت القاهرة
فى يوم الثلاثاء ٢١/٤/٢٠١٥ نشرت فى هذا المكان مقالا بعنوان «فى بيت محمد عبدالقدوس» تساءلت فى نهايته عن السبب الذى جعل عبدالقدوس بهذه الروح والطيبة والسكينة والبشاشة خلافا لغالبية الإخوان الذين كانوا أحد الأسباب الحقيقية فى وكسة هذا الوطن وربما المنطقة؟!.
عقب النشر مباشرة تلقيت تفسيرات وردودا مختلفة على ما كتبت سوف أختار منها ثلاثة توضيحات:
الأول من وزيرة بالحكومة أرسلت لى رسالة نصية على الهاتف تقول الآتى: «التفسير الرئيسى لهذا التناقض هو الفن الذى يرتقى بالوجدان ويهذب المشاعر ويجعلك تحتفى بالتنوع والتعددية والنشأة منذ الصغر فى بيت يتذوق الفن بأنواعه، أما الإخوانى العادى فلا يتذوق الفن ولا يحترمه ولا يحفظ غير النصوص الدينية. تضيف الوزيرة: «إن أخلاق المصريين تغيرت بسبب غياب الفن والرياضة من المدارس وإهمال الثقافة الرفيعة والجمال فأصبحوا أكثر غلظة للأسف».
الغريب أن زميلا إخوانيا قال لى نفس التفسير تقريبا وضرب مثلا بأحد أقل مرشدى جماعة الإخوان تطرفا وهو عمر التلمسانى، رحمه الله، وطبيعة النشأة الشخصية التى لامست الفن والثقافة منذ الصغر فتركت أثرا فى طريقة إدارته للجماعة، والأمر نفسه ينطبق على الشيخ محمد الغزالى، والد زوجة محمد إحسان عبدالقدوس، الذى انحاز إلى كل ما تنويرى وتحديثى ومتسامح ومعتدل فى الإسلام.
الرأى الثالث جاءنى من الدكتور عادل أحمد الديب «خبير إدارة الأزمات ومدرب حياة»، ويقول فيه إن إرث وشهرة إحسان عبدالقدوس أفادت الابن محمد ووسمته بالرقة والوداعة والتحرر، ولما أصابه عارض التمرد فى المراهقة أصبح التزمت الإخوانى والقولبة فى منهجهم تمردا على الصورة الذهنية لابن إحسان، ولاقى طلبا إخوانيا يمكن تسميته «نمذجة تحول المشاهير لطريقتهم الذهنية لدى العامة مع ترك المشهور ببعض التصرف فى ترك ما لا يطيق من طرائقهم وهو أيضا أخذ منهم التمرد على التنعيم مع الالتزام بتراث آبائه» وأخذ من الغزالى صفة الثائر بتؤدة على الغث من الموروث. وبالتالى فإن شخصية محمد أنه لا يخاصم ويفخر بوالده وجدته، إضافة إلى مقتضيات الدماثة الشخصية، وعدم قابليته للعنف وأصدق مثل مصور لها أن رجال الأمن وهم يحملونه خارج التظاهرة فى ثورة يناير كان يتم ذلك برفق، مساو للصورة الحقيقية عنه لديهم، بالإضافه لعدم استساغته ترك قناعاته بعد هذه السن وهم فى حالة انهيار.
الخلاصة هى محمد (الدمث النبيل المتمرد ليس بالكلية عن) إحسان (المتحرر بهدوء) محمد (التراثى اجتماعيا) عبدالقدوس.
هناك تفسير أخير غريب ــ أقوله على سبيل الأمانةــ جاء فى رسالة قارئ يدعى أحمد أبوشادى قال فيه: «إن الأجندة الخارجية التى تستهدف بلشفة مصر أو خرابها وراء شطط ميلشيات الإخوان».
هذه التفسيرات الثلاثة تتوافق إلى حد كبير مع الكتابات المهمة جدا للباحث الإخوانى المحترم حسام تمام، رحمه الله، والتى تحدث فيها باستفاضة عن «ترييف الإخوان» أو«تسليف الإخوان» وكيف أن غلبة العنصر الريفى اجتاحت الجماعة وحولتها فى النهاية إلى ما يشبه الجماعة السلفية المتجمهة
التى تخاصم كل ما هو فنى وثقافى ووجدانى، وبطبيعة الحال كل ما هو حداثى. والنتيجة هى ما نراه الآن من وجوه عابسة كالحة تخاصم حتى الحياة بالمفهوم العادى.
السؤال بصورة أخرى: هل يمكن أن تتغير طبيعة الإخوان؟!.
ظنى الشخصى أن الإجابة تكمن فى كلمة سر رئيسية وهى: «فتشوا عن المناهج والدروس والأفكار التى يتلقاها الإخوانى منذ صغره فى داخل الجماعة منذ التحاقه بالشعبة صغيرا وحتى يصل إلى أعلى منصب وهو المرشد».