عيد القمح وزراعتنا

الأب رفيق جريش
الأب رفيق جريش

آخر تحديث: السبت 24 مايو 2025 - 6:35 م بتوقيت القاهرة

ظلت مصر لعدة سنوات تأكل من خمسة ملايين فدان وربما أقل حتى جاء الوقت بأنها لم تعد تكفى هذه الفدادين الزيادة المطردة فى عدد السكان، لذا كان لا بد من مشروعات طموحة بدأتها الجمهورية الجديدة مثل: مشروع الدلتا الجديدة، وتوشكى، وغيرها لزيادة الرقعة الزراعية لمصرنا الحبيبة حتى تكفى إطعام ما يزيد على مائة وعشرة ملايين نسمة وعشرة ملايين ضيف وتجنى هذه المشروعات رويدا رويدا ثمارها وهذا ما وجه إليه السيد الرئيس فى حضوره عيد حصاد القمح الأسبوع الماضى.
قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إننا «مُصرون على تغيير هذا الواقع الذى نعيش فيه ونريد أن نستفيد كمواطنين ومزارعين ورجال صناعة وزراعة وحكومة من تغيير الواقع الحالى»، لافتًا إلى أن «المزارع الموجودة لدى جهاز مستقبل مصر ووزارة الزراعة قادرة على فعل ذلك؛ لأن الفلاح لن يستطيع تغيير رأس الماشية التى يمتلكها بأخرى محسنة بسهولة إلا من خلال برنامج ننفذه».
جاء ذلك خلال فعاليات انطلاق موسم حصاد القمح 2025 من داخل مشروع «مستقبل مصر» للإنتاج الزراعى بمنطقة الضبعة، وذلك فى إطار متابعة جهود الدولة لتعزيز الأمن الغذائى وزيادة الرقعة الزراعية من خلال المشروعات القومية الكبرى.
الذين تابعوا حديث السيد الرئيس أدركوا أن هناك رؤية جديدة للثروة الزراعية المصرية بكل مكوناتها، وعلى سبيل المثال تحدث الرئيس عن أن الدولة قطعت شوطا كبيرا فى استصلاح الأراضى الصحراوية وتحويلها إلى أراض زراعية، وهو الأمر الذى كلف الدولة مئات المليارات لإنشاء البنية الأساسية لهذه الأراضى.
وكان لافتا أن الرئيس أشار إلى ضرورة إقامة البنية التحتية الخاصة بالزراعة يجب أن تتضافر فيها جهود كل الوزارات المعنية بالزراعة، مثل وزارات الزراعة والرى والكهرباء والنقل والمالية وقطاع البنوك لتوفير التمويل اللازم، والحقيقة أن هذا التضافر سيؤدى إلى تكامل عمل مؤسسات الدولة معا، ثم إنه من البديهى أن هذا التضافر لا يكتمل إلا بالتنسيق مع القطاع الخاص، وهنا ينبغى تأكيد ضرورة بذل مجهود إضافى من جانب الدولة لإقناع القطاع الخاص بالتوجه أكثر نحو الاستثمار الزراعى وهذا ما نأمل فيه بأن الحكومة تقدم المحفزات للقطاع الخاص حتى يستثمر فى الزراعة، وتقديم تسهيلات لا تقل عما تقدمه للمستثمرين فى قطاع الصناعة أو قطاع الإسكان، وضرب الرئيس مثلا على تكلفة الاستثمار فى الزراعة بأن تنفيذ البنية الأساسية للفدان الواحد تتراوح بين 200 و300 ألف جنيه تتحملها الدولة.
كما قال للمستثمرين إن الدولة وفرت الأراضى الزراعية، وكل المطلوب وعليكم العمل لإدخال تلك الأراضى مرحلة الإنتاج، وبالنسبة للأرقام أوضح الرئيس أن متوسط دخل الفدان الواحد يبلغ حاليا نحو 50 ألف جنيه، وأن الـ800 ألف فدان التى تم بالفعل استصلاحها، وستدخل الخدمة بعد أشهر قليلة، سوف تدر 30 مليار جنيه.
القمح ليس فقط الخبز الذى نأكله ولكن القمح منذ الفراعنة هو رمز للخير ورمز العطاء بسخاء لأن السنبلة يطرح منها سنابل وبذور كثيرة، كذلك هى رمز لقوة الدولة فمن لا يملك قوته اليومى لا يملك قراره، ومصر أم الحضارة لها استقلالها ورؤيتها وسيدة قرارها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved