الأهلي وبورتو.. «خيال مؤلف»!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 24 يونيو 2025 - 6:45 م
بتوقيت القاهرة
** لم أتوقع، ولم تتوقع، ولم يتوقع أحد هذا السيناريو الذى كتبه أحد مؤلفى الدراما فى كرة القدم. لم نتوقع هذا الخيال الواسع. لم نتوقع تلك اللياقة والجهد البدنى والنضال الذى قدمه لاعبو الأهلى أمام بورتو، بطل أوروبا عامى 1987 و2004. ولم نتوقع انتهاء المباراة بالتعادل 4/4 وخروج الفريقين. ولم يتوقع أحد أن يهدر الأهلى فوزا كبيرا جدا بإهدار خمسة أهداف أخرى على الأقل فى الشوط الثانى وكلها فرص من انفرادات خالصة، من بن شرقى وجراديشار وعمر كمال، وزيزو الذى كان من نجوم المباراة والأهلى.
** أين كان هذا الأداء وهذا النضال وتلك اللياقة فى مباراتى ميامى وبالميراس؟ هل عادت اللياقة سريعا؟ هل كان التعادل مع ميامى والخسارة من بالميراس بسبب خوض الفريق البطولة دون إعداد؟ أليس الأمر غير ذلك وهو أن الأهلى سافر لأمريكا مستكملا موسمه الماضى؟ وسؤال آخر أسبق به التحليلات الجاهزة فى الثلاجة أين كان الإجهاد فى تلك المباراة وهى الأخيرة والأفضل التى قدمها الأهلى فى البطولة؟
** لعب الأهلى بشخصية وبشعور بالمسئولية أمام جماهيره العريضة فى مصر والوطن والعربى وأمريكا. وكم كان جمهوره فى الملعب عظيما، جاءوا من ولايات بعيدة وقطعوا مسافات شاسعة بالطائرات والسيارات من أجل الفريق على الرغم من صعوبة التأهل نظريا، ولكن كان الهدف أن يشجعوا فريقهم، وربما ولد بعضهم فى أمريكا لكنه يتابع الأهلى ويراقب أسرته التى تتابعه من هناك. هذا سر العلامة التجارية، وسر البطولات التى حققها الفريق على مدى تاريخه وأظن أنها 155 بطولة ومنها 29 قارية. وهذا ببساطة سر صناعة تلك الشعبية التى تتوارثها أجيال..
** المباراة التى بدأت فى الرابعة فجرا بتوقيت القاهرة جعلتنا فى حالة يقظة لم نتوقعها أيضا. سجل وسام أبو على ثلاثة أهداف. سجل الأول فى الدقيقة 15، وتعادل روريجو مورا (18 سنة) بعد 8 دقائق بهدف رائع راوغ خلاله خط الدفاع بسلاسة وبسهولة وببساطة. ثم أضاف وسام الثانى له وللأهلى فى نهاية الشوط الأول من ضربة جزاء وتعادل جوميز فى الدقيقة 50 ثم عاد وسام وسجل الهدف الثالث له فى الدقيقة 51. هدفان فى دقيقة قمة الإثارة. وتقدم بن رمضان للأهلى فى الدقيقة 64، وتعادل مرة أخرى بورتو بقذيفة بيبى. ليشهد اللقاء ثمانية أهداف وثمانى فرص من الفريقين على الأقل، 6 فرص للأهلى بأهداف فى اليد والقدم والعقل، وفرصتين للفريق البرتغالى. بينما كانت الإثارة أيضا هناك فى هارد روك حيث تعادل ميامى مع بالميراس ليذهبا معا إلى دور الستة عشر.
المدرب ** ريبيرو بشرنا بأنه لا ينتظر طويلا للتغيير. مع ملاحظة أن حمدى فتحى خرج مصابا فى الدقيقة 35. وأجرى المدرب الإسبانى تغييرات تكتيكية بالدفع بعمر كمال عبد الواحد وبن شرقى وجراديشار فى الدقيقة 59 ولعب جراديشار بدلا من وسام رجل المباراة المصاب. لكن دور عمر كمال مع هانى فى الجبهة اليمنى كان مهما. ويحسب للمدرب تحركات الرباعى الهجومى من البداية، تريزيجه وزيزو، والشحات ووسام فى مساحات الدفاع المنافس. ويحسب للفريق كله أنه بدأ بشراسة وروح قتالية ونضال على كل كرة وكل سنيتمير، وهذه هى كرة القدم كما يجب أن تلعب محليا وقاريا ودوليا..
** أهدر الأهلى فوزا تاريخيا على أحد أشهر الفرق البرتغالية والأوروبية، وأذكر أن الأهلى حقق يوما من أيام عام 1962 فوزا تاريخيا على بنفيكا بطل أوروبا فى ذاك الوقت بنتيجة 2/3. وكان يومها انتصارا لم يتوقعه أحد، مثل التعادل 4/4 مع بورتو الذى لم يتوقعه أحد، والأهداف الستة الضائعة من الأهلى فى الشوط الثانى ولم يتوقعها أحد.. فقط توقع هذا كله مؤلف عاشق لكرة القدم وفاهم اللعبة وما فيها من دراما فكتب لنا سيناريو لايصدق ولم يصدقه أحد سواه.
** خرج الأهلى مرفوع الرأس.. هارد لك بكل ما فى التحية من معانى الرياضة.