أفكار جديدة فى الأكاديمية البحرية
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
الأربعاء 24 يوليه 2019 - 9:20 م
بتوقيت القاهرة
مساء الأحد الماضى، حضرت حفلا مميزا لتخريج الدفعة الجديدة لكلية «اللغة والإعلام» التابعة للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى بالإسكندرية، بدعوة كريمة من الدكتور إسماعيل عبدالغفار إسماعيل فرج رئيس الأكاديمية.
كتبت كثيرا عن المعضلة التى تواجه خريجى كليات ومعاهد وأقسام الإعلام، بسبب الأزمة الصعبة التى تواجهها المهنة، ليس فى مصر فقط، ولكن فى كل المنطقة. ورغم ذلك، فإن النماذج والمشروعات التى رأيتها فى الاحتفال الذى جرى بمكتبة الإسكندرية، تدعو للأمل.
شاركت فى تقييم مشروعات تخرج لطلاب الإعلام والصحافة فى أكثر من جامعة، والسمة الرئيسية لها هى وجود «مجلات ورقية» تحاكى المجلات الموجودة فى السوق. لكن مشروعات طلاب الأكاديمية، مصورة ومنفذة كأفلام مكتملة، والطلاب جزء حيوى ورئيسى فيها، بل هم الأبطال أيضا. لدرجة أن بعضهم يمكن أن يسلك فى مجال التمثيل وليس فقط فى الإعلام واللغة.
الملاحظة الأساسية على مشروعات التخرج أنها ركزت على هوية بعض الجماعات فى مصر. على سبيل المثال كان هناك أكثر من مشروع عن النوبة والنوبيين، تاريخهم وعاداتهم وتقاليدهم، وبيوتهم وكيفية احتفالاتهم، وكل ما يتعلق بحياتهم. وكان هناك مشروع متميز جدا عن مثلث حلايب وشلاتين وقبائلهم ولغتهم البيجاوية، وعاداتهم وتقاليدهم، ومأكولاتهم خصوصا «تنجيد اللحوم» فوق النار والزلط.
كان هناك مشروع متميز عن واحة سيوة وأهلها وعاداتها وتقاليدها، وعملية الزواج و«الملاية التقليدية» والفنون والموسيقى القبائلية والأزياء البدوية.
وكانت هناك عدة مشروعات عن مصر الفرعونية ومنها عرض «يوعمانيا.. وريث الفراعنة» أو رحلة البحث عن الجذور.
استمتعت فعلا بمشروعات التخرج وبالمستوى المتميز لكثير منها، لكن لى بعض الملاحظات أتمنى أن يتم الانتباه إليها فى المشروعات المقبلة.
ليس عيبا أن يكون الطلاب جزءا من الحدث، ويقوموا بالتمثيل فى المشروعات، لكن لا أعرف هل تصوير الطالبات وكأنهن ممثلات فى تترات المشروع خطوة صحيحة أم لا؟!.
أسأل ذلك، باعتبارى دقة قديمة، وأن هناك فرقا بين مهنة التمثيل ومهنة الإعلام. قد تكون طريقة جديدة للفت الانتباه. لكن البعض قد لا يتقبلها.
هذه هى الملاحظة الشكلية أم فى المضمون فإن طلاب كلية اللغة والإعلام أجادوا اختيار موضوع المشروعات وهو التركيز على الهوية وكذلك موضوع اللاجئين. وفى هذا الصدد كنت أتمنى أن تكون هناك مشروعات تتحدث عن الهوية العربية، باعتبار أن الأكاديمية تتبع جامعة الدول العربية، وتستعد لافتتاح فرعها الجديد فى إمارة الشارقة بالإمارات فى سبتمبر المقبل بالتوازى مع افتتاح فرعها الكبير فى العلمين الجديدة فى نفس الشهر.
فى المضمون أيضا كنت أتمنى أن تكون هناك زوايا محددة فى المشروعات التى تناولت التعريف بمصر الفرعونية، وليس التناول العام الشامل، بمعنى أن تكون هناك زاوية محددة وصغيرة، حتى يمكن تسليط كامل الضوء عليها، أما التناول الشامل فقد لا يضيف جديدا. ونفس الأمر ينطبق على تناول مشروع واحة سيوة الغنية بتراثها وثقافتها وفنونها وبيئتها خصوصا رمالها.
فى المقابل كان المشروع الذى تناول الديناصورات فى مصر متميزا، وقدم لنا العديد من المعلومات، وكان أكثر تميزا تكريم فريق البحث الأصلى الذى ساعد فى التوصل إلى الاكتشاف فى جامعة المنصورة.
النقطة الجوهرية المهمة، هى أن مشروعات التخرج ركزت على النوبة وعلى سيوة وهو أمر جيد. وعلى كل من يريد تناول مثل هذه الموضوعات، ومعها موضوع سيناء أن يزن عقله الامور بـ«ميزان من ذهب»، حتى تخرج مثل هذه المشروعات للمساعدة فى تعريف الأجيال الجديدة بهذه المناطق أولا، ودمجهم فى النسيج العام ثانيا، خصوصا فى ظل دعوات ومؤامرات لا تتوقف من قوى خارجية، للعبث بالنسيج الوطنى المصرى الواحد. وكان موفقا جدا أن يكون من بين المدعوين للاحتفال والمكرمين عدد كبير من أبطال وصناع فيلم «الممر» الذى تناول باحترافية دور أبناء سيناء والنوبة. كان فى الاحتفال منتج الفيلم هشام عبدالخالق، والفنانان أحمد رزق ومحمد فراج، والشاعر أمير طعيمة ومحمد الشرنوبى. احتفال ليلة الأحد كان متميزا، وقد شرفنى الدكتور إسماعيل عبدالغفار بكلمات رقيقة، وتكريم أعتز به، ضمن مجموعة من نجوم الإعلام والفن، فى مقدمتهم الصديق محمود مسلم رئيس تحرير «الوطن» ود.سامى عبدالعزيز والإعلامية القديرة سناء منصور، والكابتن هيثم فاروق والفنانان بيومى فؤاد ومحمود عبدالمغنى، ونائب محافظ الإسكندرية أحمد جمال، ورئيس مكتب مفوضية شئون اللاجئين فى مصر، والعديد من الشخصيات العامة.
كل التهئنة للخريجين وأسرهم، وللدكتور إسماعيل عبدالغفار، والدكتورة عبير رفقى عميدة الكلية، وسائر المشرفين على المشروعات على هذا الجهد المتميز.