الكتاب والرغبة فى الخلود الأدبى
صحافة عالمية
آخر تحديث:
الأربعاء 25 مارس 2015 - 10:00 ص
بتوقيت القاهرة
نشرت صحيفة ذا نيو ريبابلك الأمريكية مقالا للكاتب وليام جيرالدى، تناول فيه أسباب رغبة الكتاب فى استمرار تعلق المعجبين والقراء بأعمالهم، مبينا معايير الأدب الجيد، منتقدا طرق النقد الأدبى للكتاب الجدد، والذى رآه يقضى على فكرة خلود الأعمال الأدبية. ويخلص جيرالدى فى مقاله المطول إلى أن النظرة المتدنية التى لدى العديد من الكتاب تجاه الكتاب الجدد الجادين تحرمهم من تخليد أسماءهم فى مجال الأدب. فالعالم لا يهتم بالأدب بالشكل الذى كان عليه عندما كان سابقا فقد تغير الاهتمام الأدبى من تجسيد لتألق إبداعى إلى آخر.
ويشير جيرالدى أنه كان بإمكان الدكتور جونسون، وهو أحد الكتاب الكبار، تقييم الموهبة من موضع خاص بالمجال الثقافى العام. موضحا أن الثقافة الانقسامية المنتشرة قد ألغت ثقافة الإجماع ـ ويبدو معظم القراء الآن مخدوعين بما يمثل بحق كتابا جيدا، ولذلك فهم يلجأون إلى النمط الأقل دقة من التقييم: التذوق الفردى والقابلية للحكى وتأكيد الهوية. وفى سخرية يرى جيرالدى أنه لابد أن يكون المعيار الذى تحكم به على أى كتاب هو الجمل التالية: هل يفلحون، هل هم مشبعون بالعزم والحماس، هل لديهم شىء دائم يقولونه بشأن السيرك البشرى المتألق والعبثى؟. ويستكمل مبينا أن النشر عمل لابد فيه أن يشهد الكُتَّاب «ذوى الذكاء الشديد والنزاهة»، دون أن يمكنهم فعل أى شىء، لكتب من الدرجة الثالثة وهى تكافأ بسخاء ويبالَغ فى الاحتفاء بها. ويشجع هؤلاء الكتَّاب أنفسهم بتخيل أن جوائزهم سوف تصل بعد موتهم، عندما يعقل المجتمع فى النهاية ويدرك الظلم الذى تراكم فوق عبقريتهم.
ويشير الكاتب إلى ما اختلف حوله كتاب فى مسألة الخلود، فبينما أوضح أحدهم أن «الكتابة من أجل الخلود ليست فكرة جيدة» ـ ليست فكرة جيدة لأنه ليس هناك على الإطلاق ما يمكن أن تفعله ليؤثر على كسب ورقة فى ذلك اليانصيب المزدهر، ولا سبيل إلى التأكد من أن عملك سوف يتكيف ويظل على صلة بتقلبات المستقبل التى لا تعر اهتماما بأحد. بينما اعتقدت كاتبة أنه «ينبغى على الشخص الجاد أن يكتب لما بعد الموت»، وهو ما كانت تعنى به هدف العظماء، ويؤكد جيرالدى على الرأى الأخير موضحا أنها أفضل نصيحة كتابة قُدِّمت حتى الآن. فكل الكُتَّاب الأحياء الذى لهم قدر من الجاذبية يأملون سرّا أن يكونوا استثناء لما وصفه باستحالة الخلود الأدبى. وأن حماس الخلود غير محتمل الحدوث لن يخف من حدته. وينصح الكاتب فى النهاية بأنه عند محاولة الكتاب دفع هذا الحماس عليهم تذكر آخر كلمة فى آخر الحياة الأدبية التى خطها على عجل شاعر لا يتذكره أحد الآن: «الشهرة إلهة متقلبة.. قد تكافح كى تجعل اسمك مرموقا... لكنها إما أن تتجاهلك.. أو تختارك ببرود.. لأن الجوائز لا صلة لها بهدفك».