متى يأتى 12 فبراير؟
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
السبت 26 نوفمبر 2011 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
فى السادسة مساء الجمعة 11 فبراير 2011 تنحى حسنى مبارك عن الحكم.. خرج ملايين المصريين إلى الشوارع والميادين موقنين أن يوم السبت 12 فبراير 2011 سيكون مختلفا ومؤرخا لعصر جديد. لكن الذى يحدث فى ميدان التحرير وميادين أخرى كثيرة يقول إن 12 فبراير لم يولد حتى الآن.
من وجهة نظر الثوار وغالبية القوى السياسية التى ساهمت فى إنجاز وإنجاح الثورة أنها لا تزال فى انتظار هذا اليوم.
عندما يتحدث الثوار عن الموجة الثانية من الثورة، وانهم لن يرضوا بأقل من تحقيق كل مطالبهم فإن 12 فبراير لم يأتِ بعد.
عندما يدفع أكثر من 40 شخصا أرواحهم ثمنا لما يعتقدون أنه إكمال الثورة فإن 12 فبراير لم يأت بعد.
كان أمام المجلس العسكرى وحكومة عصام شرف فرصة ذهبية لبدء مرحلة جديدة تجسد الثورة على الأرض عبر مجموعة شاملة من القرارات والقوانين، لكن واقع الحال هو أن المجلس العسكرى اختار طريقا مفاده أن ما حدث هو مجرد تغيير رئيس الجمهورية وكبار مساعديه، وظل كل شىء على ما هو عليه، وهو الامر الذى يراه البعض انه لا يختلف كثيرا عن الانقلاب العسكرى.
فى المقابل فإن الذين اشعلوا الثورة وقدموا حوالى ألف شهيد وآلاف المصابين لم يكونوا على استعداد لتقبل أن تنتهى الثورة فقط بتغيير مبارك مع استمرار اسلوب حكمه كما هو.
كان مطلوبا من المجلس العسكرى منذ البداية أن يتخذ مجموعة من القرارات الثورية مثل تطبيق قانون الغدر أو افساد الحياة السياسية بدلا من التسويف وإصداره تحت ضغط المظاهرات عصر الاثنين الماضى.
كان مطلوبا من المجلس إصدار قانون الحدين الأدنى والأقصى للأجور وتطبيقهما فورا، لأن ذلك كان من شأنه أن يمنع تماما كل المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات الفئوية.
كان مطلوبا من المجلس العسكرى أن يعلن حربا شاملة على الفساد وانحيازا اجتماعيا واقتصاديا لا لبس فيه للطبقات الفقيرة والمهمشة والمحرومة وللطبقة الوسطى.
لكن أيضا لم يحدث شىء من كل ذلك والرسالة الوحيدة التى وصلت للمواطنين البسطاء هى أن رواتبهم كما هى إلا قليلا وأسعار السلع زادت بصور جنونية، وان «أحمد زى الحاج أحمد» مضافا إليه غياب الامن وانتشار البلطجة وفوضى غير مسبوقة.
الملف الأمنى كان هو الأخطر، قامت الثورة من أجل تغيير ممارسات الشرطة، لكن فوجئنا جميعا أن الممارسات لم تتغير وجاءت أحداث التحرير الأخيرة لتؤكد أن العقلية هى نفس العقلية القديمة.
وإذا غاب الأمن، فلا شىء سوف يتحسن خصوصا الاقتصاد، وبدا الأمر لكثيرين وكأن هناك إصرارا على شيوع الفوضى وعدم الاستقرار لإعادة اشعال الثورة بصورة متعمدة.
المطلوب من المجلس العسكرى أن يخرج علينا ببيان صغير يقول لنا فيه إنه قرر تغيير نتيجة الحائط والانتقال من 11 إلى 12 فبراير.
سيسأل كثيرون الآن: هل كمال الجنزورى قادر على قلب النتيجة والانتقال إلى العالم الجديد؟.
الرجل دمث الخلق ومهذب واختلف مع مبارك لكن غالبية الثوار يرونه استمرارا لنهج ومدرسة مبارك ومعظم وزرائه فى السجن الآن.
احد الشباب فى التحرير قال لى إن المشكلة بين التحرير والمجلس العسكرى والجنزورى تكمن فى «فارق السرعات».. فى كل شىء من التفكير إلى اتخاذ القرارات.. فمتى يلتفت المجلس إلى هذة المشكلة؟.