العلاقات الإسرائيلية ــ الروسية المعقدة
صحافة عربية
آخر تحديث:
الأحد 26 أبريل 2015 - 9:36 ص
بتوقيت القاهرة
كشفت الأزمة التى أثارتها الصواريخ الروسية المتطورة لطهران مدى تعقيد العلاقات التى تربط إسرائيل وروسيا. فعلى رغم القلق الشديد الذى أثاره الإعلان الروسى عن الإفراج عن شحنة الصواريخ واعتبار إسرائيل نفسها المستهدفة الأساسية بهذا السلاح المتطور حتى لو كان دفاعيا، فإن مسئوليها لم يتجرأوا على توجيه انتقادات حادة إلى روسيا خوفا من تعريض شبكة العلاقات الخاصة التى تربط البلدين للخطر.
هناك أكثر من سبب وراء هذا الحذر الإسرائيلى غير المألوف. من ذلك حرص بنيامين نتنياهو على عدم تعكير علاقاته مع حكومة فلاديمير بوتين وأن يضيف ذلك إلى سجل إخفاقاته الخارجية خصوصا فى ضوء تدهور العلاقة مع إدارة باراك أوباما. وهناك أيضا اقتناع المسئولين الإسرائيليين بأن الخطوة الروسية ليست موجهة ضدهم بقدر ما هى رسالة موجهة إلى الغرب وإلى الولايات المتحدة الأمريكية بصورة خاصة على خلفية الأزمة الأوكرانية والعقوبات التى فرضت على روسيا عقب ضمها شبه جزيرة القرم. ومن المعروف أن إسرائيل التزمت منذ بداية الأزمة الأوكرانية سياسة الوقوف على الحياد وعدم التدخل فى النزاع حفاظا على علاقاتها الحسنة مع روسيا، وهى لا تريد اليوم أن توتر هذه العلاقات. والأهم من كل هذا التقدير الإسرائيلى أن الخطوة الروسية تدخل فى إطار الصراع على النفوذ فى الشرق الأوسط مع الولايات المتحدة تحديدا، ورغبة روسيا فى التحول إلى لاعب اساسى من خلال تقربها من جميع دول المنطقة من دون استثناء وليس من إيران تحديدا.
مع ذلك، رأى عدد من الخبراء الإسرائيليين فى قرار الإفراج عن صفقة الصواريخ مؤشرا لتبدل السياسة الروسية فى الشرق الأوسط، الأمر الذى يثير تساؤلا: هل يكون ذلك على حساب العلاقة الجيدة التى تربط حاليا روسيا بإسرائيل؟
تقوم علاقة إسرائيل مع روسيا على المصالح المتبادلة، وحتى الآن لم يحصل تضارب كبير بينهما على رغم الاختلافات فى التوجهات السياسية. فعلى رغم الدعم الذى تقدمه روسيا إلى محور إيران – سوريا – «حزب الله»، فقد استجابت لمطلب إسرائيل قبل سنتين عدم تزويد الأسد صواريخ متطورة تعتقد إسرائيل أنها ستصل فى النهاية إلى يد «حزب الله»، والتزمت موسكو الصمت خلال عملية «الجرف الصامد» التى شنتها إسرائيل الصيف الماضى على «حماس» فى غزة. فى المقابل، التزمت إسرائيل عدم بيع دول مجاورة لروسيا أسلحة متطورة، ووقفت على الحياد فى الازمة الأوكرانية. لكن هذا قد يتغير إذا فضلت روسيا علاقاتها مع إيران على علاقتها بإسرائيل.
رندة حيدر
النهار ــ لبنان