لقاء مع مسئول عربى كبير

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الأحد 26 مايو 2024 - 7:25 م بتوقيت القاهرة

فى الأسبوع الماضى قابلت مسئولا عربيا رفيع المستوى، ولم أستأذنه أن أكتب اسمه، وبالتالى فلا يصلح أن أنسب الكلام له مباشرة، حتى لا أسبب له حرجا دبلوماسيا وسياسيا.

اللقاء تم فى المنامة على هامش القمة العربية رقم ٣٣ التى انعقدت فى البحرين يوم ١٦ مايو الجارى.
المسئول خدم بلاده فى مصر لسنوات ومن المحبين لها جدا، ومن المهمومين بالعمل العربى المشترك ويتابع الصراع العربى الإسرائيلى بصورة دائمة منذ عشرات السنين، وهو من أسرة سياسية كبيرة. المسئول قال لى إن إسرائيل تسعى بكل الطرق إلى دق الأسافين بين الشعوب والحكومات العربية، وبين الحكومات وبعضها البعض.
هو ضرب مثالا على ذلك بأن الحكومة الإسرائيلية اتصلت بأكثر من حكومة عربية لتقول لكل حكومة على حدة، إن الحكومات الأخرى وافقت على أن تشارك فى قوة عربية دولية لحفظ الأمن فى قطاع غزة، بديلا لسلطة حركة حماس. لكن الذى حدث أن مسئولين من دولتين عربيتين تواصلا معا، وأثناء استعراض التطورات اكتشفا الأمر، بأن إسرائيل تحاول الإيحاء لكل دولة بأن الدولة الأخرى قد وافقت على نشر قوات لحفظ الأمن، وبالطبع فإن كل ذلك تم بدعم وتشجيع أمريكى مكشوف حينا ومستتر أحيانا.
المسئول الكبير يقول إنه لا يعتقد أن العرب سوف يقبلون بالمشاركة فى أى إدارة لقطاع غزة تحت الحراب الإسرائيلية، أو توفير الحماية والشرعية للاحتلال الإسرائيلى.
هو يتصور أنه يمكن وجود مقاربة عربية للمشاركة فى إدارة قطاع غزة إذا كان ذلك فى سياق إنهاء الاحتلال وخلق دينامية واضحة تقود إلى حل الدولتين.
هو قال أيضا إنه سمع من مسئول مصرى كلاما واضحا بأنه لن يتم فتح معبر رفح، ولن تمر منه شاحنة طالما استمر العلم الإسرائيلى مرفوعا عليه.
سألته سؤالا مباشرا هل تعتقد أن معاهدات السلام التى وقعتها إسرائيل مع عدة بلدان عربية مهددة ومعرضة للخطر.
يعتقد المسئول العربى أن كل أنواع التعاون والمعاهدات بين إسرائيل والدول العربية ستظل هشة طالما أن الصراع الأصلى الخاص بالقضية الفلسطينية ظل بلا حل، ولن يتم تحقيق تقدم فى علاقات السلام العربية الإسرائيلية من دون حلها. وهو يعتقد أن هناك نصا فى معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية يشير صراحة إلى منع تهجير الفلسطينيين من إسرائيل إلى الأردن.
هل نحن نقترب من وقف للعدوان الوحشى على غزة؟.
فى تقديره أن نتنياهو يسعى لإدامة الحرب لأن نهايتها تعنى نهايته السياسية، وما تزال إسرائيل تتمتع بقدر كبير من الحماية والحصانة من القانون الدولى وللأسف فقد فشل مجلس الأمن بشكل متكرر فى وقف هذا العدوان، ولو أن أى دولة قامت بمثل هو العدوان الإسرائيلى ما أفلتت من العقوبات.
هو يعتقد أن الهدف الإسرائيلى الحقيقى هو تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء ومن الضفة الغربية إلى الأردن.
المسئول العربى الكبير حذر من محاولات البعض إثارة الفتنة فى الشوارع العربية، بحجة أن ذلك سيكون فى صالح الشعب الفلسطينى.
تقديره أن هذه لعبة خطرة، والواقع أثبت ــ كما يقول ــ أن الموقف العربى تمكن من لجم العدوان الإسرائيلى وفضحه إلى حد كبير خصوصا فى قضية منع التهجير حتى الآن، ومن الخطأ الكبير زرع الفتنة فى الشوارع العربية لأن المستفيد الوحيد من ذلك هو إسرائيل وأى قوة أو دولة أجنبية أخرى تريد الهيمنة على المنطقة.
المسئول العربى الكبير يرى أن مصر والأردن وغالبية الدول العربية تدعم الشعب الفلسطينى، وليس هذا الفصيل أو ذلك.
انتهى كلام المسئول العربى المسموح بنشره. والسؤال: هل هناك أى آفاق لإقامة الدولة الفلسطينية؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved