لا تذبحوا اللاعبين لكن حاسبوا المقصرين!!
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
الثلاثاء 26 يونيو 2018 - 9:40 م
بتوقيت القاهرة
ليس عيبا أن ينهزم فريق فى أى مباراة لأن الرياضة فعلا، فوز وهزيمة، لكن المهم أن يكون هذا الفريق قد بذل كل ما يمكنه من جهد.
ومن الخطأ الكبير أن نذبح لاعبى المنتخب المصرى لكرة القدم، لأنهم انهزموا فى المباريات الثلاث التى لعبوها فى نهائيات مونديال كأس العالم لكرة القدم فى روسيا. وعادوا بخفى حنين من هناك. لا يوجد لاعب يتمنى أن يخرج مهزوما، هو يتمنى بطبيعة الحال أن تحمله الجماهير على الاكتاف، بعد ان يساهم فى الفوز. لكن مرة أخرى هناك شرط ضرورى لكل ذلك أن تكون المنظومة الإدارية والتدريبية والفنية قد أدت دورها على أكمل وجه.
مرة أخرى هناك ضرورة للتفريق بين مستويين فيما حدث فى روسيا لمنتخبنا القومى.
الأول متعلق باللاعبين، حيث يصعب تماما أن نحملهم فقط مسئولية الإخفاق. هناك فرق عالمية كبرى تتعرض لهزائم، ولا تقام لهم المشانق فى بلدانهم.
رأينا ألمانيا تنهزم فى أولى مبارياتها فى المونديال أمام المكسيك. بعدها لم تطالب وسائل الإعلام الألمانية بتسريح الفريق أو سبه وشتمه. هى انتقدت بعض الجوانب الفنية والخططية وطالبت بتلافى الاخطاء. وفى المباراة التالية رأينا معجزة ألمانية حقيقية بالفوز الأسطورى على فريق السويد فى الوقت ما بعد الإضافى.
الأرجنتين نفسها اخفقت فى أول مباراة بالتعادل أمام إيسلندا، وانهزمت فى الثانية أمام كرواتيا، بحضور أبرز نجومها ميسى وأجويرو وهيجواين وديبالا.
المستوى الثانى متعلق بالإدارة والتدريب وهناك اتهامات واضحة بالتقصير والإهمال. وبعضها يرقى إلى مستوى الفساد اذ ثبت انه صحيح. كل ما نرجوه أن يكون هناك تحقيق شفاف فى هذا الأمر.
الجماهير المصرية أصيبت بصدمة كبيرة نتيجة لمجمل الأداء فى روسيا. الأمر لم يكن متعلقا فقط بالأداء الكروى فى الملعب لأن فريقنا لعب مباراة جيدة جدا أمام أوروجواى فى حدود امكانياته، وانهزم فى الدقيقة الأخيرة.
وقدم شوطا متميزا أمام روسيا، ثم انهار فى ١٥ دقيقة فى الشوط الثانى، لكنه كان سيئا للغاية أمام السعودية ولم نره مبادرا بالهجوم وترك الفريق السعودى يستحوذ على الكرة معظم الوقت كما أن حكم المباراة الكولومبى لم يكن موفقا بالمرة.
المشكلة ليست فى الأداء لكن فى الاتهامات المحددة التى طالت اتحاد الكرة، هل هى صحيحة أم لا؟!
لا نستطيع نحن أن نحكم على ذلك، لأن البيانات والمعلومات والتقارير متضاربة. البعض يتهم الاتحاد بالفساد، والاتحاد يقول إنه لم يقصر.
كل ما نرجوه تحقيق واضح ومحدد يقول لنا: ما الذى حدث بالضبط؟
هل نحن من اخترنا الفندق فى جروزنى الشيشانية ولماذا كان الابعد على الاطلاق وما هى الحكمة فى ذلك؟
وهل كان ذلك مجانا أم مدفوع الأجر؟ وإذا كان مجانا، فهل استفاد أى شخص من النقود التى تم توفيرها؟
وهل حينما ذهب الفريق لحضور حفل التكريم مع الرئيس الشيشانى قاديروف كان يعلم بكل الخلفيات السياسية للأمر.. وهل تشاور مع أى شخص أو جهة؟!
وما هى حقيقة التذاكر التى حصل عليها البعض وباعها فى السوق السوداء؟
وما هى حقيقة الخلافات بين اعضاء الاتحاد قبيل السفر لروسيا من اول حقائب الملابس وتصميم بدل اللاعبين إلى مصاريف السفر والاقامة؟
وما هى حقيقة الفوضى فى معسكر الفريق والفنادق التى أقام فيها والضيوف الذين اقتحموا الفنادق والملاعب؟!
لا نتهم أحدا، لكن هناك اتهامات كبيرة معلقة فى الهواء، ونريد حسم الأمور، لأن صدمة الجماهير بلا حدود.
هذه الجماهير لم تكن تريد من اللاعبين الحصول على كأس العالم، لكنها كانت تأمل فقط فى تمثيل مشرف، وصورة معقولة من التنظيم والإدارة، يرى كثيرون أنها لم تتحقق.
أتمنى أن تبادر الجهات الرقابية ذات الصلة بسرعة بحث الأمر، حتى يستريح الناس. وأتمنى من اتحاد الكرة أن يقدم استقالته، ليس فقط بسبب هذه الاتهامات، ولكن كنوع من تحمل المسئولية الفنية والأخلاقية، حتى لو أعيد تكليفه بالمهمة.
نريد منهجا لا يعيد إنتاج الهزائم والإحباطات والارتباكات والفهلوة وعدم الكفاءة التى تسيطر على مجالات كثيرة من حياتنا.