اكشفوا.. أو اصمتوا!
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
الإثنين 26 أكتوبر 2009 - 10:21 ص
بتوقيت القاهرة
فى مقالات الأساتذة الزملاء رؤساء تحرير صحف الأهرام والأخبار والجمهورية وروزاليوسف المنشورة فى صحفهم يومى الخميس والجمعة الماضيين اتهامات مبطنة حينا وسافرة أحيانا بأن الصحف الخاصة والمستقلة وربما الحزبية تنفذ فى مرات كثيرة أجندة خاصة وخارجية ضد مصر واستقرارها.
وبما أننى لا أعلم الغيب، ولا أوافق كثيرا على بعض ممارسات بعض الصحف ومعظم ممارسات الصحف القومية، فإننى أتوجه من باب الود إلى هؤلاء الزملاء ببعض المقترحات علها تنهى هذه الهواجس مرة واحدة وللأبد.
ما كتب فى مقالاتكم خطير جدا ويرقى إلى اتهام البعض بالخيانة، وبالتالى فهناك طريقان.. الأول أن ما تقولونه هو مجرد هواجس لا تملكون عليه دليلا، وبالتالى عليكم التوقف عن ترديده، والثانى أنكم تملكون معلومات مؤكدة بشأن الدور التخريبى الذى تمارسه هذه الصحف الخاصة.
فى هذه الحالة، لماذا لا تتوجهون مباشرة إلى النيابة العامة لتطهروا المجتمع من خونة البلد. وإذا كان ما تقولونه صحيحا، فالمؤكد أكثر أن الحكومة تعلمه، خصوصا أنها تتفاخر دائما بأنها تعلم دبة النملة، فلماذا لا تسألون الحكومة نفسها، لماذا تصمت كل هذا الوقت على «هؤلاء الجواسيس الذين يتخفون داخل أوكار الصحف الخاصة والمستقلة».
أقسم بالله أننى لا أمزح أو ادعى خفة الظل، لكننى فعلا أناشد هؤلاء الزملاء بالتوقف عن الكلام المرسل وتسويد الصفحات بكلمات عامة عن الوطن وحكمة القائد ومزايا الاستقرار، والدخول فى صلب الموضوع وطلب التحقيق فى الاتهامات الخطيرة التى يقولون إنها حقائق ينبغى على الجميع تصديقها.
وبما أن هذا الأمر قد يأخذ وقتا طويلا حتى يتم إثباته فالمعضلة الأخرى المحيرة فى كتابات «الائتلاف الرباعى» هى سر هذا التوجس والخوف الرهيب من الصحف الخاصة والمستقلة.
الحكومة أو الحزب أو الدولة أو الرئاسة اختارت الزملاء رؤساء تحرير الصحف القومية لأسباب كثيرة أحدها الدفاع عن وجهة نظرها، التى يفترض أنهم مؤمنون بها. المهمة الرئيسية لهؤلاء الزملاء يفترض أن تكون إقناع الجمهور أو القراء بوجهة نظر الحكومة ــ التى يفترض أنها وجهة نظرهم ــ وإثبات أن المعارضة أو الصحافة الخاصة مغرضة وذات أجندة مشبوهة.
وبالتالى فإما أن يؤدى هؤلاء الزملاء دورهم على أكمل وجه ويجعلوا القراء ينصرفون عن هذه الصحف المشبوهة، عبر المعلومات الموثقة التى يمتلكونها، أو ينصرف القراء عن وسائل الإعلام القومية ويقبلون على الصحف والفضائيات الخاصة والمستقلة، وبالتالى يكون هؤلاء الزملاء قد فشلوا فى أداء مهمتهم.
ختاما يا أيها الزملاء رؤساء تحرير الصحف القومية ــ وليست الحكومية ــ الحلال بيّن والحرام بيّن.. إما أن تفضحوا بالأسماء خونة الوطن، أو تصمتوا، وتدخلوا فى منافسة مهنية تلتزم المواثيق الأخلاقية وشرف المهنة، وتبتعد عن الشتائم ويكون الحكم الوحيد فيها هو القارئ.. إغلاق الصحف الخاصة أو الفضائيات المشاغبة ليس حلا والمؤكد أنه لن يدفع القارئ لشراء بضاعة رديئة.
ehusaein@shorouknews.com