إيران وإسرائيل.. دروس من المعركة
ناجح إبراهيم
آخر تحديث:
الجمعة 27 يونيو 2025 - 7:35 م
بتوقيت القاهرة
• داعش تفجر كنيسة فى سوريا وتقتل وتصيب عشرات الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل فى أى صراع وتقتلهم فى أماكن عبادتهم، وتترك المحتل الذى يحتل الجولان وجبل الشيخ وهو لا يبتعد عنهم كثيرًا، إنها الخيانة وعمى القلب والعين، وفساد الرأى والعقل والدين، يقتلون الأبرياء فى أماكن عبادتهم ويعظمون المحتل، الذين لم يكتبوا بيانًا واحدًا يشجب ويستنكر عربدة إسرائيل، داعش طوال عمرها لم تهاجم إسرائيل ولو بعدة كلمات ذرا للرماد فى العيون، داعش هى اليد الخفية لإسرائيل تحركها كيف وأين تشاء.
• بلاد العرب والمسلمين مكتظة بالحمقى والمأجورين والعملاء والمغفلين، ولو فهم هؤلاء قوله تعالى: «وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا» فأوجبت الشريعة الغراء الدفاع عن أماكن عبادة أهل الكتاب فى بلاد المسلمين وحمايتها مثل حماية المساجد.
• أغرب ما فى الحياة السياسية المعاصرة أن قادة إيران أعلنوا أنهم سيقيمون احتفالات النصر بالحرب فى يوم كذا فى ساحة كذا، وكذلك إسرائيل تطبل وتغنى وتحتفل بنصرها على إيران مع أن إيران هزمت بالمعنى العسكرى والإستراتيجى والاستخباراتى، أما إسرائيل فهى دولة محتلة غاضبة غادرة معتدية على كل من حولها وتضرب عرض الحائط بكل قواعد القانون الدولى والإنسانى.
• إذا أردت أن تفهم ما يجرى فى الشرق الأوسط فعليك تأمل كلمة البروفيسور الأمريكى جيفرى ساكس بجامعة كولومبيا الأمريكية والمقرب من CIA وهو يتحدث عن رغبة أمريكا وإسرائيل الإطاحة ببشار الأسد منذ عام ٢٠١١ وقال: الحقيقة أن فكرة الإطاحة ببشار الأسد كانت فكرة نتنياهو وتبنتها أمريكا وتعنى تشكيل الشرق الأوسط على صورة إسرائيل وإسقاط كل حكومة تعارض إسرائيل، وأن فكرة الإطاحة ببشار عام ٢٠١١ لم تأتِ من قمع الأسد لشعبه فلم يكن ذلك قد حدث، لكنها جاءت بأمر رئاسى من أوباما بالتعاون مع دول أخرى فى المنطقة فقد دربت مقاتلين جهاديين للإطاحة بالنظام وخلق الفوضى فى حرب استمرت ١٤ عامًا، سأكون واضحًا أننا لن نحصل على السلام فى هذه المنطقة ما لم تكن لدينا دبلوماسية عامة حقيقية وليست بناءً على عمليات لـCIA ولن نحظى بالسلام ما لم توقف إسرائيل عسكرة الشرق الأوسط، فالحرب السورية الداخلية ليست سوى واحدة من ستة حروب روجت لها إسرائيل فى لبنان والعراق وسوريا وليبيا والصومال والسودان، لدينا القائمة فى الواقع من ويسلى كلارك فى عام ٢٠٠١ عندما تم تسليمه ورقة فى البنتاجون بأن الهدف كان إشعال ٧ حروب فى خمس سنوات، الحرب الوحيدة التى لم تحدث وسببت استياء لدى نتنياهو هو عدم وقوع حرب بين أمريكا وإيران، انتهى كلام البروفيسور، والآن نتنياهو أسعد إنسان بعد أن حقق ترامب أمنيته بالسماح له بضرب إيران ومشاركة أمريكا له بعد رفض بايدن لذلك، نتنياهو يجر أمريكا وأوروبا والمنطقة لما يريد وهؤلاء أشبه بالعبيد لإسرائيل.
• أغرب ما وقع خلال أزمة الحرب بين إسرائيل وإيران هو تزويد باكستان لإسرائيل بصواريخ أمريكية للدفاع الجوى كانت موجودة لديها، وكذلك زيارة وزير دفاع باكستان لترامب وحده والاجتماع منفردًا مع ترامب أكثر من ساعة ونصف الساعة خرقًا لكل قواعد البروتوكول ويبدو أنه سيصبح الرئيس القادم لباكستان، والأغرب من ذلك ترشيح باكستان لترامب للحصول على جائزة نوبل للسلام، تفسير تلك المعطيات ستفصح عنها الأيام المقبلة.
• من أهم كلمات الفريق سعد الشاذلى أعظم رئيس أركان حرب فى تاريخ مصر الحديث قوله: «مقتل إسرائيل فى أمرين الأولى إطالة مدة الحرب، لأنها تجند الاحتياطى وتتعطل الحياة كلها فى إسرائيل، والثانى عدم قدرتها على تحمل الخسائر البشرية»، وقد أنهت إسرائيل كل حروبها فى أيام أو أسابيع باستثناء معركتها مع غزة التى شارفت على العامين، ولو صمدت أمامها قوة لعدة أشهر دون عون أمريكى أوروبى غربى ما استطاعت الاستمرار، ولولا التفوق التقنى الهائل على كل خصومها والدعم الأمريكى اللا محدود لهزمت إسرائيل فى معارك كثيرة.
• كان الرئيس السادات سابقًا لعصره فمن حكمه «إن من يتجاهل أن أمريكا تضمن أمن إسرائيل وكذلك روسيا والمجتمع الدولى كله يضمن أمن إسرائيل إنما يدفن رأسه فى الرمال»، ولعل كل ما حدث طوال العامين الماضيين يؤكد ذلك.
• إيران صنعت أذرعًا عسكرية وميليشيات تابعة لها فى لبنان واليمن وأفغانستان والعراق وسوريا، وذلك لكى تدافع عنها حينما تحارب فتضرب هذه الأذرع أعداء إيران فى كل مكان ولكن هذه الأذرع تم تمزيقها وتقطيعها قبل الهجوم الرئيسى على إيران، فخاضت المعركة وحيدة فريدة لا يناصرها أحد وتخلت عنها ميليشياتها فى البلاد المختلفة.