الجماعة بين خيارين.. الإقصاء أو الإدماج
العالم يفكر
آخر تحديث:
السبت 27 يوليه 2013 - 1:41 م
بتوقيت القاهرة
كتب معاذ الزغبى الباحث فى مبادرة الإصلاح العربى تقديرا لموقف الإخوان المتمسك حتى الآن بشرعية الدكتور مرسى ولا يقبل غير عودته لقصر الرئاسة، وكيف سيؤثر ذلك على حياة الإخوان داخل البلاد. نشر التقدير تحت عنوان «حديث الإقصاء والإدماج» على الموقع الإلكترونى لمبادرة الإصلاح العربى.
يقول الكاتب إنه منذ عزل الدكتور مرسى من منصبه فى 3 يوليو الماضى، كثر الحديث داخل مصر وخارجها حول ضرورة إشراك الإخوان المسلمين فى العملية السياسية الجديدة وخطورة إقصائهم من المشهد السياسى.
وفى الأيام القليلة الماضية انتشرت التحليلات والتصريحات التى تحذر من خطورة اتخاذ موقف قمعى أو انتقامى من الإخوان المسلمين وهو الأمر الذى سيؤدى إلى دخول العملية السياسية برمتها إلى نفق مظلم.
•••
ويستنكر الكاتب حقيقة أن بعض هذه التصريحات تتعامل مع الإخوان على أنهم قد استكانوا ورضوا بالأمر الواقع وبالتالى يجب طمأنتهم وعدم إقصائهم، حيث يرى أنه على الرغم من عدم استطاعة الإخوان منع عزل مرسى أو منع الاعتقالات التى مورست ضد قياداتهم فذلك لا يعنى أن الجماعة فقدت القدرة على الفعل وسلمت بالأمر الواقع.
فمن يتابع تحركات الإخوان بعد 3 يوليو ودعواتهم التصعيدية يعلم أن هدفهم ليس مجرد كسب أوراق تفاوضية تحسن من موقفهم المستقبلى فى الخريطة السياسية الجديدة وإنما تحركهم هذا يراهن على قلب المعادلة مرة أخرى وتدمير الترتيبات السياسية الهشة التى تم اتخاذها بعد 3 يوليو أو على الأقل تعطيلها وإفشالها. ويمكن أن نستنتج من هذا أن نجاح عملية دمج الإخوان لا تعتمد بشكل أساسى على من هم فى السلطة الآن بقدر ما تعتمد على مدى تقبل الإخوان أنفسهم للوضع الجديد.
ملاحظة ثانية نجدها أهم من الأولى، وهى أن التحليلات والتصريحات حول دمج الإخوان وعدم إقصائهم تختزل الصراع الدائر حاليا فى شقه السياسى وهى بذلك تغفل الشق الاجتماعى الذى لا يقل أهمية عن الشق السياسى. فمظاهرات 30 يونيو لم تقتصر فقط على التيارات السياسية بل خرج فيها قطاعات عريضة من المجتمع تطالب برحيل مرسى وتسخط على الإخوان.
وكان نتيجة لذلك أن أصبحت للإخوان المنتشرين فى معظم أنحاء الجمهورية صورة الجماعة المنغلقة على نفسها والمنعزلة عن بقية الشعب وهو الأمر الذى يهدد الإخوان ليس فقط بالعزل السياسى ولكن أيضا بالعزل الاجتماعى، وهو أمر لا يمكن إغفال خطورته.
•••
المشكلة ليست فقط فى الحملة الشعواء التى تشنها وسائل الإعلام التى تسعى لعزل الإخوان وإقصائهم، المشكلة الرئيسية تكمن فى خطاب الإخوان الذى لا يعترف بما حدث فى 30 يونيو ولا يرى منه سوى الجانب الانقلابى، وهو الأمر الذى يزيد من ترسيخ الصورة السلبية عنهم لدى قطاعات مختلفة من المجتمع ويزيد من خطر عزلهم شعبيا.
فالخطاب الإخوانى يغفل أو ينكر النقطة المركزية لما حدث فى 30 يونيو وهو حقيقة خروج الجماهير الغفيرة منددة بحكم الإخوان، فهذا الخطاب لا يتناول سوى جانب المؤامرات والتواطؤ من قبل أجهزة الدولة والمعارضة السياسية الفاشلة.
وفى النهاية نخلص إلى أنه إذا كانت مسألة دمج الإخوان تعتمد بشكل كبير على موقف الأحزاب والقوى المختلفة المشتركة فى الخريطة السياسية الجديدة والإجراءات التى تتبناها الحكومة الحالية تجاه الإخوان، فإنها تعتمد بشكل أكبر على السلوك الإخوانى فى تلك الفترة وكيفية إدارتهم للأزمة.
إعداد / أيمن طارق ابو العلا