حفل تخريج الكليات المدنية بحضور الرئيس
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
الأربعاء 27 يوليه 2016 - 9:20 م
بتوقيت القاهرة
لو جاز لى أن أقدم اقتراحًا إلى رئاسة الجمهورية، لتمنيت أن يبادر السيد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى إلى حضور تخريج أو تكريم مجموعات رمزية مختارة من خريجى الكليات والجامعات المدنية. واقتراح آخر بأن يستقبل الرئيس عشرة أو عشرين او كل المتفوفين من طلاب الثانوية العامة الذين ظهرت نتيجتهم قبل أيام.
تشرفت خلال الأسبوعين الماضيين بحضور حفلات تخريج دفعات متنوعة من القوات المسلحة من الكلية البحرية والدفاع الجوى بالإسكندرية يوم الخميس قبل الماضى، ثم الكلية الجوية، وأخيرًا تخريج الدفعة ١١٠ من الكلية الحربية يوم الخميس الماضى، ومعها الكلية الفنية العسكرية والمعهد الفنى ومعهد التمريض، إضافة إلى حضور تخريج دفعة جديدة من كلية الشرطة يوم الثلاثاء قبل الماضى، وجميع هذه الحفلات تشرفت بحضور رئيس الجمهورية.
فى هذه الحفلات كانت العروض العسكرية جذابة واحترافية وتكشف عن مستوى متقدم من الاستعداد والتأهيل والتدريب.
بالطبع فإن أى خريج يشعر بالفخر أن رئيس بلده شرف الحفل بالحضور، ويا حبذا لو كان هذا الخريج من المتوفقين وتلقى تكريًما من الرئيس. أو التقط الرئيس صورة جماعية معهم كما حدث مع خريجى الكلية الجوية، وحرصت معظم الصحف على إبرازه.
المؤكد أيضًا أن أهالى الخريجين يشعرون بسعادة غامرة، وهم يحضرون مثل هذه الحفلات برفقة أكبر مسئول فى البلد وغالبية الوزارء وكبار المسئولين والشخصيات العامة. وقد رأيت بعينى أقارب الخريجين وهم يحتضنون أبناءهم، وعيونهم تشع بالفرح، رأيت سيدة مصرية تحاول وضع لقمة فى فم ابنها، ونحن جلوس على طاولة طعام بها لواءات ووزراء. السيدة تصرفت بتلقائية شديدة فرحًا بابنها، والخريج محرج وخجول.
أعود إلى الاقتراح الذى بدأت به الكلام بأن يدرس الرئيس حضور تخريج دفعات من الكليات والجامعات المدنية. صحيح أن بعض الطلاب المتفوقين على مستوى الجمهورية حضروا احتفال تخريج الكلية الحربية، لكن ما أقصده هو أن تصل رسالة إلى طلاب الجامعات المدنية بأن رئيس الجمهورية يهتم بهم.
تقديرى أن هذا الاهتمام موجود لدى الرئيس، لكنه يحتاج إلى ترجمة على أرض الواقع، خصوصًا فى ظل ما يردده البعض عن وجود فتور واضح بين الحكومة وأجهزة الدولة وبين قطاعات واسعة من الشباب خصوصًا فى الجامعات.
أظن قبل عام أو أكثر حضر الرئيس لقاء موسعًا مع بعض ممثلى شباب الجامعات، وكان ذلك فى قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة، ثم التقى الرئيس مرة أخرى مع ممثلين للشباب فى جامعة قناة السويس، وبعدها فى دار الأوبرا.
لكن من وجهة نظرى فإن الأمر يحتاج إلى قيام الرئيس بحضور حفل لتخريج طلاب الكليات المدنية. أعرف أن عدد الجامعات والكليات المدنية كبير جدًا، وأعرف أنه قد تشب حساسيات كثيرة بشأن المعايير التى سيتم على أساسها اختيار المكرمين والحاضرين.
لكن فى كل الأحوال يمكن الوصول إلى معيار محدد بحيث يكون هناك أكبر عدد من المتفوقين من كل الجامعات المصرية من أسوان إلى سيناء ومن الإسكندرية إلى قناة السويس، مرورًا بالجامعات الكبرى فى القاهرة وعين شمس وأسيوط. الهدف الأساسى من وراء مثل هذا الاقتراح هو نفى أى انطباع بوجود تفرقة بين طلاب الكليات العسكرية وطلاب الجامعات المدنية.
صحيح أن طلاب الجامعات العسكرية يتحملون شرف الدفاع عن الحدود والأمن والاستقرار، ويضحون بأرواحهم فى مواجهة الإرهاب، لكن الصحيح أيضًا أن طلاب الجامعات المدنية يلعبون دورًا مهمًا فى بناء هذا البلد فى مختلف المناحى. والأهم ألا يتعمق إحساس بوجود تفرقة. قد يبدو الأمر بسيطًا من وجهة نظر كثيرين، لكن المؤكد أن هناك أطرافًا كثيرة تحاول «اللعب والاصطياد فى الماء العكر» والإيحاء بأن هناك تفرقة.. وبالتالى وجب التنبيه.