لقطات من عام فات
طلعت إسماعيل
آخر تحديث:
الإثنين 27 ديسمبر 2021 - 7:00 م
بتوقيت القاهرة
بدأ عام 2021 يسرع الخطى لتسليم الراية إلى العام الجديد، لكنه قبل أن يغادرنا ترك فى السجل العديد من الأحداث والمشاهد التى ستظل عالقة فى الأذهان لسنوات مقبلة، قبل أن تصبح فى ذمة التاريخ الذى سيحكم عليها سلبا وإيجابا، لتكون عبرة لأجيال لم تولد بعد.
بالضرورة تتباين رؤية كل منا فى ترتيب المشاهد الأكثر تأثيرا محليا ودوليا فى حياة البشر، غير أننى مع ذلك اخترت بعضا من اللقطات التى ميزت عام 2021 عن غيره من السنوات السابقة، حيث افتتح العام على مشهد عجيب رافق اقتراب موعد تنصيب الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن، عندما اقتحمت أعداد غفيرة من أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكونجرس حيث كان المشرعون يعتمدون فوز بايدن.
ستبقى فى الأذهان صورة الرجل «الهمجى»، ذى القرنين والوشوم البدائية التى توسم جلد صدره العارى وهو يعتلى منصة الكونجرس فى 6 يناير 2021، بينما كان حشد من الغوغاء يصول ويجول فى مبنى الكابيتول، قبل أن تتدخل قوى الأمن لتفريق المقتحمين الذين تصرفوا بدافع من تحريض ترامب على نتائج الانتخابات التى اعتبرها مزورة.
زلزال الغوغاء الذى هز الكابيتول، نافسه زلزال آخر سيقع فى نهاية أغسطس من العام ذاته عندما استولت حركة طالبان الأفغانية على مطار كابول بالكامل، بعد ساعات من إقلاع آخر طائرة عسكرية أمريكية، وهو الانسحاب الذى اعتبره الرئيس الأمريكى، بعد شهور، القرار الصحيح، غير أن مشاهد فرار آلاف المتعاونين مع الاحتلال من الأفغان، وسقوط بعض من تعلقوا بعجلات الطائرات المغادرة من السماء لا يمكن نسيانها.
الانسحاب الذى عمته الفوضى اعتبره الجنرال كينيث ماكينزى، قائد القيادة المركزية الأمريكية، نهاية لمهمة عسكرية امتدت لعشرين عاما، وكانت بدايتها بعد وقت قصير من هجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001، لكنه فى تقديرى يبرهن على فشل «المهمة» التى ذهبت القوات الأمريكية إلى أفغانستان من أجلها، بعد أن تمكن رعاة الإرهاب من رقبة الأفغان.
عربيا، كثيرة هى الأحداث التى مررنا بها فى عام 2021، غير أننى سأتوقف عند مشهد العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة فى مايو الماضى، وما رافقه من عمليات القتل والتدمير الوحشية، قبل التوصل إلى هدنة برعاية مصرية، دخلت على إثرها، لأول مرة منذ عشرات السنوات، معدات البناء المصرية إلى القطاع لإعادة بناء ما خلفه العدوان الهمجى الإسرائيلى من دمار.
عربيا أيضا، أدى الصراع بين جماعة الإخوان والرئيس التونسى قيس سعيّد إلى اتخاذ الأخير «قرارات مؤلمة» فى بلد اعتبر البعض تجربته مع الديمقراطية ستكون مصدر إلهام للمنطقة. ففى 25 يوليو الماضى جمد سعيّد جميع سلطات البرلمان ورفع الحصانة عن كل أعضائه، بالتزامن مع إقالة رئيس الوزراء من منصبه، وما تلى ذلك من إعفاء لمسئولين من مناصبهم.
لن أقف طويلا، لضيق المساحة، أمام ما يجرى فى ليبيا التى أدت الخلافات بين القوى المتناحرة فيها إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية بما يدخل البلاد فى أيام صعبة، وهو الوضع ذاته الذى يمر به السودان مع استمرار الخلاف بين المكونين العسكرى والمدنى، عقب الشقاق الواسع الذى جرى عقب انقلاب 25 أكتوبر، وقبل الاتفاق على عودة عبدالله حمدوك لرئاسة الحكومة فى 21 نوفمبر الماضى.
مصريا، وفضلا عن افتتاح العديد من المشروعات التنموية سواء فى الدلتا أو الصعيد، فى ظل جائحة كورونا ومتحورها الجديد أوميكرون، اخترت التوقف عند خبر نجاح عدد من الباحثين بمعهد بحوث القطن التابع لوزارة الزراعة فى انتاج «القطن الملون» بألوان طبيعية هى البنى الغامق والبنى الفاتح والأخضر، لتنضم مصر إلى نادٍ مغلق على عدد محدود من دول العالم، حتى الآن، فى إنتاج هذا النوع من الأقطان.
نتمنى مع دخولنا العام الجديد أن تشهد حياتنا جميعا الألوان المبهجة على الرغم من كل التحديات التى تحاصرنا من كل جانب.