هل أنت صباحى أم مسائى؟

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: السبت 28 يونيو 2025 - 8:05 م بتوقيت القاهرة

يُعد النوم جزءا أساسيا وحيويا من حياتنا، وهو لا يقل أهمية عن التنفس وتناول الطعام والشراب، فهو ليس راحة، بل هو عملية نشطة ومعقدة، تحدث فيها تغييرات فسيولوجية وعصبية حاسمة، للحفاظ على صحتنا الجسدية والعقلية ورفاهيتنا بشكل عام. وتكمن أهمية النوم فى كونه أداة لإصلاح وتجديد الجسم للأنسجة التالفة، خاصة فى مرحلة النوم العميق، إضافة لبناء العضلات، وإفراز هرمونات النمو الضرورية لتجديد الخلايا، كما ينتج الجسم، أثناء النوم، بروتينات تسمى «السيتوكينات»، التى تلعب دورا محوريا فى مكافحة العدوى والالتهابات، ويساعد النوم فى الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية، وتنظيم ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. الحرمان المزمن منه يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتات الدماغية.
وبالتالى فإن قلة النوم تضعف جهاز المناعة، وتجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والفيروسات، وتزيد الوزن بسبب زيادة الرغبة فى تناول الأطعمة ذات السعرات العالية، وتؤدى إلى مقاومة الإنسولين، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكرى من النوع الثانى.
والنوم هو الوقت الذى يقوم فيه الدماغ بمعالجة المعلومات، التى اكتسبها خلال اليوم، ويتم خلاله نقل الذكريات من الذاكرة القصيرة المدى إلى الذاكرة الطويلة المدى، وهى عملية حيوية للتعلّم وتثبيت المعلومات، كما أن الحصول على قسط كافٍ من النوم يعزّز القدرة على التركيز، واتخاذ قرارات سليمة، ويساعد على تنظيم المواد الكيميائية فى الدماغ، التى تتحكم فى العواطف والمزاج، والحرمان من النوم يصيب الإنسان بالقلق والاكتئاب والتوتر والتقلبات المزاجية الحادة. وتختلف احتياجات النوم باختلاف العمر. فالرضع بحاجة من 12 إلى 16 ساعة نوما، والأطفال بحاجة إلى 12 ساعة، والمراهقون من 8 إلى 10 ساعات، والبالغون من 7 إلى 9 ساعات.
• • •


كلنا مبرمجون على الاستيقاظ فى ساعات معينة، وهو برنامج يمكن تغييره بسهولة. وهناك من يستيقظ مع شروق الشمس أو قبله، ويبدعون فى عملهم، بينما يبدع غيرهم فى إنتاجهم وعملهم مع ساعات الليل المتأخرة جدا. وتبيّن من بحث نُشر عام 2022 فى موقع تم Insider أنواع النائمين:


1. القُبَّرَة الصباحية: هؤلاء لديهم طاقة عالية فى وقت مبكر من اليوم.
2. المسائيون: ذروة نشاطهم من أواخر الصباح إلى أوائل المساء.
3. القيلوليون: يستيقظون، ثم ينامون، ثم يستيقظون مجددا، ويبدأ الإنتاج الجيد لديهم فى وقت متأخر.
4. السويفت: وهؤلاء يبقون يقظين بصورة مستمرة.
5. الدجاج البرى: الذين يشعرون بتعب مستمر.
فمن هم السعداء، أو الأكثر حظا؟ يميل الأشخاص الصباحيون إلى الإبلاغ عن سعادة ورضا أكبر عن الحياة، ويعود ذلك جزئيا إلى أن أغلبية المجتمع يعمل بنظام مبكر.
أما من الأذكى؟ فقد تبيّن أن من ينامون ليلا غالبا ما يحصلون على درجات أعلى فى اختبارات الذكاء، ولديهم معالجة ذهنية أسرع، لكنهم يواجهون صعوبات فى المدارس التى تبدأ مبكرا.
ومن أكثر إبداعا؟ أشارت الدراسات إلى أن الأفكار الإبداعية تزداد فى وقت متأخر من الليل، ويرجع ذلك على الأرجح إلى انخفاض عوامل التشتيت وزيادة شرود الذهن.
فى النهاية، لا يندرج معظم الناس فى خانة واحدة. ففى حياتنا اليومية، نلتقى بأنواع مختلفة من الناس. بعضهم يُلهمنا، والبعض الآخر يُنشئ جوا مليئا بالشكاوى والنقد والغيرة والسلبية، والذين لا يطيقون سعادة الآخرين، ويبحثون عن العيوب، والتقليل من شأن الناجحين، لكنهم غالبا غير مستعدين لتغيير أنفسهم، وعلينا تجنّب هؤلاء، ما أمكن.
أحمد الصراف
جريدة القبس الكويتية

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved