ترگيا وقطر وغزة المدمَّرة
صحافة عربية
آخر تحديث:
الإثنين 28 يوليه 2014 - 8:55 ص
بتوقيت القاهرة
راجح الخورى: النهار - لبنان
بعد المحادثات بين محمود عباس وخالد مشعل التى جرت فى الدوحة، قالت مصادر «حماس» انها أبدت مرونة حيال المبادرة المصرية، التى كانت قد رفضتها، لهذا أوفد عباس مدير مخابراته ماجد فرج وعضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزّام الاحمد إلى القاهرة فى محاولة لوضع مسودة جديدة أو صيغة معدّلة للمبادرة المصرية.
امس أعلن الأحمد ان هناك قوى اقليمية وعربية تضغط على «حماس» لمنعها من قبول صيغة تفضى إلى وقف النار وتنهى فصول المجزرة الاسرائيلية المتوحشة، التى قتلت مئات الفلسطينيين وجرحت الآلاف ودمرت غزة.
لا يحتاج المرء إلى العناء ليعرف ان القوى الاقليمية التى يشير اليها عزّام هى تركيا وقطر، والدليل ان «ابومازن» ذهب إلى الدوحة للقاء مشعل، مباشرة بعد زيارته إلى أنقرة، بعدما كان قد أجرى محادثات مع عبدالفتاح السيسى، والدليل ايضا ان بان كى مون وجون كيرى اللذين يسعيان إلى وقف النار، طلبا صراحة من تركيا وقطر إقناع «حماس» بهذا الأمر، لكنها رفضت واضعة لائحة من الشروط المعقدة.
ولا يحتاج المراقب إلى العناء ليدرك ان الاتهامات التى سيقت بداية ضد عباس والسيسى وقالت انهما يتآمران على «حماس»، انما جاءت من مصادر إعلامية مقربة من الدوحة وأنقرة الغاضبتين من سقوط الإسلام السياسى فى مصر.
وهكذا تدخل المجزرة الاسرائيلية يومها السابع عشر وتفشل المساعى المبذولة لوقف النار، وهو ما يجعل الوضع فى حدود محرقة يقيمها نازيو العصر فى حقبة من غياب الوعى العربى المستقطع والصمت الدولى المستفظع.
لكن وحشية العدوان ترسم الآن معادلة اللا عودة، بمعنى ان «حماس» التى لا تملك شيئا لتخسره بعد كل هذه الخسائر، لن تقبل بوقف للنار يعيدها إلى شرنقة الحصار الخانق، وبمعنى ان اسرائيل التى تكبدت خسائر غير متوقعة وبعد تعرّضها للقصف الصاروخى الغزير الذى لم تتمكن من وقفه وجعلها تبدو غير آمنة بعدما أوقفت ٦٠ شركة طيران دولية رحلاتها إليها، لن تقبل بشروط «حماس» لوقف النار.
أمام هذا يبحث كل طرف عن انتصارات ولو شكلية ليخرج فى مظهر المنتصر. «حماس» التى صمدت وأربكت الفضاء الاسرائيلى تريد ثمنا سياسيا يساعدها فى القول إن خسائرها فادحة لكن الانتصار محقق، اما اسرائيل التى قبلت بوقف النار وهى تواصل إحراق غزة فتريد ان تترك دمارا زلزاليا فى جسد غزة يساعدها على القول إنها لقنت «حماس» درسا مختلفا هذه المرة.