كتابات نحبها وأخرى لا نحبها

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: الأحد 29 يونيو 2025 - 9:50 م بتوقيت القاهرة

نشرت جريدة الخليج مقالا للكاتب حسن مدن، يؤكد فيه أن الاختلاف فى التلقّى الأدبى طبيعى، بل صحى، ويكشف عن تحوّل فى وعى القرّاء تجاه تقبّل الرأى المخالف، وإن تعلق برموز أدبية كبرى؛ فلكل قارئ حقّه فى الإعجاب أو النفور دون أن يُعتبر ذلك انتقاصًا من القيمة الأدبية أو تقليلا من حرية الرأى.. نعرض من المقال ما يلى:
للناس فيما يقرأون أهواء، فقد تأسر كتب معينة أفئدة الكثيرين، فتنال شهرةً واسعة وتحظى بتعليقات ومقالات عديدة فى وسائل الإعلام المختلفة وقد يُتوَّج أصحابها بجوائز أدبية مرموقة عنها، لتصبح سببا فى تحقيق المزيد من الشهرة لهم ولكتبهم، حين تجعل منها محطّ الأنظار ولكن هذا لا يمنع أن هناك نسبة ليست قليلة من القرّاء، ناهيك عن النقّاد، لهم رأى آخر فى هذه الأعمال وباعثى على طرق هذا الموضوع، منشور يعود إلى أكثر من سنة، لكاتبة مصرية شابة اسمها منى مراد، تقول فيه باللهجة المصرية: «مش بحب كتابات نجيب محفوظ ولا ماركيز، أنا عارفة أنى هتهاجم بس ده رأى شخصى».
توالت التعليقات على هذا المنشور حتى بلغت نحو 130 تعليقا وعلى خلاف ما توقعت كاتبته فإن عدد من «هاجموها» يكاد لا يُعدّ على الأصابع وإن كان هذا الهجوم اتخذ منحى الاستهجان إن صحّ القول، حيث كتب أحدهم: «بالتأكيد أنتِ لم تقرأى لا لهذا ولا لذاك وبالتالى كان هذا رأيك»، فيما سألها آخر: «أنتِ قرأتِ إيه لهما؟»، وسأل ثالث: «ما هى الأشياء التى لم تعجبك، الفكرة، السرد، البناء التصاعدى للرواية، البعد الزمكانى فى الروايات..الخ؟».
اللافت أن أغلبية التعليقات نحت منحى التفهم لذائقة الكاتبة وإليكم نماذج منها: «تتهاجمى ليه.. كل قارئ وميوله»، «كلّ واحد حر»، «هذه مسألة أذواق.. ليس من الضرورى أن يحبّ كل الناس هذين الكاتبين»، «كلّ ما يتعلق بالذوق الشخصى ليس محل تعليق أو انتقاد.. هكذا ينبغى أن يكون»، «لك ذلك فالناس فيما يعشقون مذاهب»، فيما رأى البعض أن الأمر لا يقتصر على الذائقة وحدها وإنما يدخل فى خانة حرية الرأى، فأحدهم قال: «دى حرية رأى محدش يقدر يعارضك» وشاركه الرأى شخص آخر كتب: «لك مطلق الحرية.. أنا بعض مؤلفات طه حسين لا تروق لى».
لم يخل الأمر من تعليقات ساخرة من فكرة القراءة نفسها، كالتعليق الذى قال صاحبه: «انتِ عاوزة تقولى إن لسه فى ناس بتقرأ كتب؟»، أو قول شخص آخر: «حاولى تديهم فرصة تانية ولو فعلا لسه قافلة منهم أنا أوعدك بسحب جميع رواياتهم من المكتبات».
هناك من اقترح على الكاتبة بعض المخارج للتغلب على عدم محبّتها لكتابات محفوظ وماركيز، كالنصيحة التى وجهها أحدهم لها بأن تقرأ لماركيز بعض رواياته القصيرة (النوفيلا) مثل «ليس لدى الكولونيل من يكاتبه»، أو «أحداث موت معلن» وتقرأ لمحفوظ «فوق هضبة الهرم» و«الشيطان يعظ»، مؤكدا أنها ستحب الاثنين لو فعلت ذلك، أما الأديب المخضرم أحمد الخميسى فقد اقترح على الكاتبة بدائل للاثنين قائلا: «اقرئى يوسف إدريس وبهاء طاهر ح تحبيهم».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved