جحيم الغيرة
محمود قاسم
آخر تحديث:
الجمعة 29 أكتوبر 2021 - 8:30 م
بتوقيت القاهرة
كان كمال الشناوى هو الممثل الأول فى عقد الخمسينيات رغم ان موهبته الغظيمة لم تتجل إلا فى العقد الثانى، فهو صاحب أكبر مشاركات ثنائية مع كل من شادية وفاتن حمامة وزهرة العلا ونجمات كثيرات وفى الكثير من هذه الأفلام كان هو الشاب الوسيم ابن المدينة الذى يقع فى قصة حب مستحيلة لا تلبث ملابساتها ان تحل ليفوز بحبيبته، وكان فى بعض هذه الأفلام هو السجين المظلوم الذى يدخل السجن لعدة سنوات وهو برىء ثم يخرج لمواجهة متاعب الحياة ومن هذه الأفلام «صحيفة السوابق» و«انتصار الحب».
وفى فيلم «جحيم الغيرة» وقف امام كل من زهرة العلا من بين سبعة أفلام أخرى والممثلة اميرة امير التى عمل معها فى نفس العام أيضا فى فيلم «دكتور بالعافية» إنتاج مغربى هناك تشابه واضح بين جحيم الغيرة وانتصار الحب سواء الطاقم الرئيسى للفيلم او مصائر الرجل، فمجدى هنا متزوج من امرأة تحبه ولديه صبية صغيرة تهتف باسمه دوما اثناء غيابه وهو رجل مستقيم للغاية وفى الليلة الوحيدة التى خرج فيها من المنزل إلى حفل نسائى تعرف على مغنية طلبت منه مصاحبتها إلى دارها كى يحميها من عشيقها الذى يعيش معها، وبكل سذاجة تجاهلها ووجدت نفسها تدخل فى معركة دامية مع هذا الرجل انتهت بمحاكمة مجدى والمغنية لمدة ثلاث سنوات ما أثار ضغينة زوجته بسبب غيرتها الشديدة التى حولت حياتها إلى جحيم، وبعد أن قضى مجدى مدة العقوبة جاءت المغنية لتسحبه إلى مسكنه كى يعيش معها، أما زوجته فقد اشتدت نيران الغيرة لديها ورفضت أن تستقبله فى منزلها او ان تعود اليه وسوف يظل الرجل وفيا لزوجته التى ظلت على موقفها من رفض العودة بينما ظلت علاقتها بالمغنية بريئة رغم اقامتهما فى نفس الدار وقد تولت هذه المرأة شئون الرجل الذى احبته ببطء شديد، بسبب احساسها بأنه السبب فى تغيير حياتها ويجب أن تمنحه الحب.
المقصود بجحيم الغيرة هو ان الرجل معتدل فى مشاعره فهو لم يحب سوى امرأته وابنته وظل عفيفا مع المغنية لا يمسها قط ولا يتحرك داخل خط المحرمات وعندما قررت الزوجة ان تغير من سلوكها إزاء الرجل فإن الغيرة بدأت تأكل قلب العشيقة لولا انها لم تكن كذلك، وحاولت بكل ما لديها أن تستأثر بحبيبها لنفسها فتطاحنت المرأتان كى تلعب الرصاصات دورها فى حسم المعركة.
هو فيلم غريب بأبطاله ومخرجه كستانوف وهو مخرج يونانى اسمه الحقيقى قسطنطين باتو تسيكوس وهو أيضا مونتير وكاتب سيناريو ومدير معامل، قام بإخراج ودبلجة أفلام «نفوسة» و«زينب» إلى اللغة اليونانية، كما قام عام 1932 بإخراج وإنتاج فيلم «جحا وأبونواس» سافر إلى بيروت، وهناك وهناك عمل فى الإخراج والمونتاج ومن المهم الوقوف عند اميرة امير المرأة القدرية صاحبة الصوت الرخيم المميز وقد رأينا قصة حياتها فى جزء من فيلم «تحت سماء المدينة» اخراج حسين حامى المهندس فهى قصة تستحق ان تتحول إلى فيلم كانت فى الاربعينيات بالغة الجمال بعينيها الساحرتين، وعملت مع عزيزة امير فى فيلم ابنتى اخراج نيازى مصطفى ثم عملت مع كمال سليم (الزوج الأسبق لفاطمة رشدى) فى فيلمين فى عمل واحد سنة 1945 وتزوجت منه، والغريب انها تزوجت من مساعد زوجها المخرج محمد عبدالجواد كى تضمن البقاء فى السينما، ولكن أدوارها فيما بعد كانت قليلة جدا من بينها «الكل يغنى» امام إبراهيم حمود، وقد ذكرنا أنها المرأة القدرية بسبب أن جمالها منقطع النظير صاحبته لعنات الموت والإهمال فإذا كانت ليلى فوزى هى جميلة الجميلات فى السينما فإن أميرة أمير هى أميرة الحسناوات فى كل السينما المصرية، وقد انقطعت مرتين عن العمل وفى الخمسينيات لم نرها سوى فى فيلمين مع كمال الشناوى احدهما ليس له وجود بالمرة فى جميع معلومات الأفلام سوى ما هو متوافر لدينا فى فيلم «دكتور بالعافية» الذى تم انتاجه فى دولة المغرب أيام المرحلة الاستعمارية وليس هناك أفلام متوافرة لدى القنوات الا عدد بسيط جدا، بينما اختفت أفلام أخرى مثل «عودة طاقية الاخفا» اخراج عباس كامل، و«الدنيا بخير» اخراج محمد عبدالجواد، وفيلم «المغنى المجهول» اخراج مصطفى حسن، وقد كانت الزيجات قصيرة العمر كما كانت سنوات الهجرة إلى الولايات المتحدة مليئة بالمرارة ثم تذهب وتعود ثم لا تذهب ولا تعود.