نهاية قصة
محمود قاسم
آخر تحديث:
السبت 29 ديسمبر 2018 - 12:30 ص
بتوقيت القاهرة
انتهى العام الخاص بمئوية محمد فوزى وليلى مراد دون أن نشهد احتفالا قوميا يليق بهما، وهما اثنان من الفنانين اللذين أسعدا الناس طويلا، ولن تكف الأجيال القادمة عن الاستمتاع بهما، ومن الأعمال النادرة على اليوتيوب فيلم باسم «نهاية قصة» بطولة محمد فوزى، ومديحة يسرى، وإسماعيل يس، وإخراج حلمى رفلة، وهم نفس الفريق الذى عمل فى فيلم «فاطمة وماريكا وراشيل» المأخوذ عن إحدى مسرحيات بومارشيه، وهو الكاتب الذى أحبه السينمائيون المصريون وقدموا مسرحياته أكثر من مرة، لذا فان فيلم «نهاية قصة» بمثابة إنتاج على نفس المنوال، الحدوتة متشابهة مليئة بمقالب العشاق، وتنتهى بفوز الحبيب بقلب فتاته، فالفيلم الأول يدور حول الشاب الذى يجبره أبوه أن يقترن بابنة صديقه الثرى، ويتخفى الابن فى هيئة خادم، ويقدم صديقه الفقير على أنه العريس الثرى المطلوب، وتقوم العروس أيضا بتقديم خادمتها على أنها الهانم، أما هى فتتصرف على أنها الخادمة، ومع ذلك فإنه فى النهاية يتزوج الأثرياء من بعضهم، والخوادم من أبناء طبقتهم، هذا القصة رأيناها فى عشرات الأفلام منها: «ابن ذوات» مع نجاح سلام وإسماعيل يس، و«هارب من الزواج»، وأيضا «نهاية قصة» وفيه يقوم الثرى بالتظاهر أنه عجلاتى، يتزوج لفترة محددة من ابنة الثرى، الذى يعرف الحقيقة ويتمسك بالعريس، بسبب بنود الميراث حتى تقع ابنته فى الحب بنفسها، وبالفعل فإن كل واحد من الطرفين يتخلى عن الطرف الأول الذى يرتبط به عاطفيا، ويكون المصير فى النهاية للحبيبين أن يتزوجا، أنه موضوع طريف يصلح لفيلم كوميدى، لذا فكتاب قصص الكوميديا قاموا بغزله عشرات المرات، ومنها أيضا أفلام مثل «انت حبيبى» و«خطيب مراتى» وغيرهما.
ما يهمنى فى فيلم «نهاية قصة»، الذى تدور أحداثه بين احتفالين فى رأس السنة الميلادية، أنه يتضمن أشهر وأجمل الأغنيات التى غناها فوزى، وعلى الرغم من ذلك فنحن لا نشاهد الفيلم على القنوات، ومن هذه الأغنيات «عيد الميلاد» التى تبدأ بمقطع «يا نورجديد فى يوم سعيد دا عيد ميلادك أحلى عيد»، وجمالك بيزيد فى عينيا و«دارى العيون»، وبالاستماع إلى الأغنيات اكتشفت كم أن جيلنا شديد البأس حين تحمل بشدة أغنيات الملحنين الذين فرضوا على الموسيقى الغنائية آلات الايقاع بجميع أشكالها فارتفع إيقاع «الهبد» فى آذاننا، خاصة أن مصادر الطبلة قادم من موسيقى الأدغال حيث حياة الأحراش والأدغال، وقد استمعت إلى أغنيات الفيلم أكثر من مرة الخالية تماما من الدفوف، والطبل. ما يؤكد أن موسيقى هذا العصر قد افتقدناها لندرة وجود من يؤمن بها، واننا لم نصل إلى عصرنا الموسيقى بزوابعه اللحنية الا من خلال ما فعله موسيقيون لم يقتربوا قط من الشعر، وكانت الطبول هى الأعلى صوتا فى موسيقاهم.