رسالة إلى السيسى
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
الجمعة 30 مايو 2014 - 4:20 ص
بتوقيت القاهرة
مبروك للمشير عبدالفتاح السيسى فوزه بمنصب الرئيس بهذه الثقة الكبيرة من المصريين. ربما تكون هذه أعلى نسبة فوز فى انتخابات رئاسية حقيقية ونزيهة وتحت الرقابة.
ومع كل التمنيات للرجل بالتوفيق فإن مسئوليتى امام الله ككاتب ان اوجه هذه الرسالة إلى المشير قبل ان يتسلم الامانة.
نسبة الفوز الكاسحة كفيلة بأن تجعل أى شخص مهما كان متواضعا ومحصنا أن «تلف دماغه» والسيسى التف حوله غالبية المصريين ما عدا أنصار جماعة الإخوان وبعض المقربين منهم، وحصل على أصوات تقارب ما حصل عليه محمد مرسى وأحمد شفيق معا فى انتخابات الرئاسة الماضية، وبالتالى فإن هذا الفوز غير المسبوق ينبغى ان يتم فهمه فى سياقه الصحيح.
هذا السياق يقول ان الغالبية التى صوتت للمشير لديها ثقة ان الرجل سيحل كل مشاكلها ومشاكل مصر «الكبيرة والكثيرة والمتلتلة». الذين وضعوا أصواتهم فى الصناديق طوال ثلاثة أيام لصالح المشير، يريدون أن يعيشوا حياة كريمة وفى أمان، وأن يكون لديهم ولأولادهم مستقبل وأمل فى الغد.
الذين قالوا نعم للسيسى ورفعوا صوره فى كل مكان ومنهم بسطاء وغلابة يحلمون بوظيفة لائقة، وسياحة مزدهرة.
الذين قالوا نعم للسيسى يراودهم أمل ان ينعموا بتعليم جيد وخدمات صحية لائقة وبنية تحتية متطورة، يريدون شارعا نظيفا، ومرورا منسابا، وتنظيم الباعة الجائلين فى اماكن محددة.
هؤلاء يريدون دولة قوية مستقرة ليست مثل سوريا أو ليبيا أو الصومال، وليست أيضا مثل بعض إمارات الخليج. هم يريدونها قوية وحرة ومتحررة وتنعم بحريات التعبير والإعلام وتحترم فيها حقوق الإنسان ويتم فيها مواجهة كل المخالفين بالقانون العادل.
ذهب المصريون بالملايين ليقولوا نعم للسيسى أملا فى القضاء على الإرهاب من جذوره، بحلول اجتماعية اقتصادية فكرية وليست بالعصا الأمنية فقط.
الذين صوتوا للسيسى يريدون عودة دور مصر الطبيعى فى المنطقة العربية، بدلا من تحولها إلى دولة تستجدى شقيقاتها بعض الدعم أو شحنات الغاز والنفط والمواد البترولية، دولة تحفظ حقوق ابنائها فى الخارج ضد أى ظلم يتعرضون له.
يراهن الذين قالوا نعم على ان يتمكن المشير السيسى من حل مشكلة سد النهضة وحفظ حصة مصر من مياه النيل على الأقل تمهيدا لزيادتها مستقبلا حتى تتمكن من زيادة نسب الأراضى المستصلحة.
يتمنى الذين صوتوا للسيسى ان يعيد للدولة هيبتها وللشارع انضباطه وللقانون احترامه،وان تتمكن الفتاة أو المرأة من السير فى الشارع دون أن تتعرض إلى تحرش لفظى أو جسدى.
الذين انتخبوا السيسى لديهم آمال كبيرة ــ بالطبع لا يمكن ان تتحقق مرة واحدة ــ لكنهم يرغبون فى رؤية بداية طريق يمكن ان يسيروا عليه كى يصلوا فى نهاية المشوار إلى هدفهم.
المسئولية الملقاة على عاتق الرئيس الجديد جسيمة، وهو يدركها تماما، وقال لنا ذلك اكثر من مرة قبل أسابيع من انتخابه عندما اجتمع مع رؤساء تحرير الصحف.
هو تردد كثيرا فى قبول أمر الترشح بسبب ثقل المسئولية، لكن وبما انه ترشح ثم فاز وباكتساح، فلم يعد أمامه إلا أن يبدأ العمل الجاد ويتحمل المسئولية مستثمرا ثقة غالبية المصريين الذين قالوا له نعم كبيرة.
المشير السيسى: المسئولية صعبة.. كان الله فى عونك.