.. وبدأت مرحلة جديدة

آخر تحديث: الجمعة 30 مايو 2014 - 4:25 ص بتوقيت القاهرة

بمجرد انقضاء اليوم الثالث ــ الذى لم يكن ذا قيمة تذكر ــ ومع قرب الإعلان عن نتيجة فوز (السيسى) رسميا يصير لزاما علينا طى صفحة الانتخابات الرئاسية تماما ــ إلا من استخلاص الدروس المستفادة ــ والاهتمام فقط بما هو آت من استحقاقات، فنحن لم نتجاوز بعد إلا منتصف خارطة طريق الثالث من يوليو بقليل.

المرحلة الثانية من خارطة الطريق أسفرت عن رئيس جمهورية هو عندى بمثابة مدير تنفيذى يتولى زمام القيادة لمدة أربع سنوات من الآن مطلوب منه أن يوقف النزيف الاقتصادى ويمنع مزيدا من التدهور على هذا الصعيد، مطلوب منه أن يحقق استقرارا أمنيا وسياسيا «نسبيا» وأن يسعى إلى إعادة تمهيد للتربة المجرفة لتستوعب عملا سياسيا حقيقيا فى الفترة المقبلة.

أزمنة كان القائد فيها ملهما ومسددا لا يجرؤ أحد على انتقاده أو تصويب خطأه قد ولت بغير رجعة، بل حتى الحديث عن البطولة الشعبية سرعان ما سينحسر ولن يتبقى فى الجعبة إلا العمل والعمل وحده......(ممارسة دور البطل الشعبى بجوار دور القائد أمر باهظ التكلفة) چيم كولنز / من جيد إلى عظيم.

كل التقدير على الصعيدين السياسى والإنسانى لرجل مثل (صباحى)، أظهر فى توقيت حاسم معانى يصعب تكلفها أو اصطناعها، انحاز إلى مصلحة عامة فضلها على مصلحته الشخصية وتحمل انتقادات عنيفة من داخل الإطار المساند له وأضعافها من خارجه بثبات انفعالى منقطع النظير... دورك فى معارضة إيجابية وعمل سياسى بناء ينتظرك فى المرحلة الجديدة.

المرحلة الجديدة تحتاج أداء إعلاميا يختلف اختلافا جذريا عن وصلات الردح ونوبات التشنج وبذاءة اللسان وسطحية الطرح التى أتخمنا بها كثير من الإعلاميين على مدار ثلاث سنوات مضت وبلغت أوج تدنيها خلال فترة انتخابات الرئاسة.

والسياسيون المختلفون مع خارطة الطريق برمتها، المرحلة الجديدة تتطلب منهم طرح حلول منطقية واقعية ينحازون فيها إلى بنى وطنهم دون استعلاء أو تنظير من قمم الأبراج العاجية.

والمرحلة الجديدة تحتاج (إخوانا مسلمين) لا يروعون بنى وطنهم ولا يتبنون تخريبا وهدما وتعطيلا، تحتاج منهم أن يتأملوا مقولة كهذه ربما كانت من نتيجة صنيعهم هنا فى مصر وهم لا يشعرون: (هناك حكام يقتلون شعوبهم ليبقوا على كرسى الحكم، وهذه الحكومة ــ يشير إلى حكومة حماس فى غزة ــ تغادر الكرسى من أجل شعبها) اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطينى المستقيل تعقيبا على اتفاق المصالحة.