الخطأ القاتل لضاحى خلفان تميم
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
السبت 30 يونيو 2012 - 8:45 ص
بتوقيت القاهرة
يحق لضاحى خلفان تميم قائد شرطة دبى أن يغضب من انتخاب محمد مرسى «الإخوانى» رئيسا لمصر، لكن ليس من حقه بالمطلق أن يهينه ويقول إنه «سيأتى إلينا حبوا».
إذا صحت هذه العبارة فإن خلفان يكون ارتكب خطأ قاتلا هو ومن شجعوه وامروه.
الكارثة أن خلفان لم يدرك أنه بهذه العبارة الجارحة قد أهان كل المصريين وليس مرسى أو جماعة الإخوان فقط.
لست إخوانيا وحوالى ثلاثة أرباع المصريين لم يصوتوا لمرسى فى الجولة الأولى من الانتخابات لكننى متأكد أنهم غضبوا وشعروا بأن كرامتهم قد خدشت عندما سمعوا بعبارة خلفان.
المعنى الوحيد لكلام خلفان أن رئيس مصر سيأتى زاحفا راكعا ليطلب بضعة دراهم من الإمارات، وبالتالى فمن حق الإمارات أن تهينه كما تشاء.
وهذا المعنى بالضبط هو يغضب المصريين ويجعلهم يتعاطفون مع مرسى ويمقتون كل من يهينه حتى لو كان مختلفا معه.
أعرف ضاحى خلفان تميم جيدا، وقابلته مرات كثيرة فى فعاليات صحفية بحكم عملى فى جريدة البيان بدبى أكثر من عشر سنوات.
الرجل له نجاحات مهنية عديدة خصوصا فى فضح الموساد الإسرائيلى فى قضية اغتيال المبحوح وكشف غموض مقتل سوزان تميم. له اهتمامات متنوعة، والأغرب أن لديه فتاوى كثيرة بعيدة عن مجال عمله من أول رأيه فى البرنامج النووى الإيرانى نهاية بتأكيده أنه رأى الأطباق الطائرة خلال جولاته فى «البر».
أبوفارس لديه قلق طبيعى مثل غالبية المسئولين فى الخليج من صعود تيار الإسلام السياسى فى بلدان الربيع خصوصا مصر، التى لها جاليات كبيرة فى الخليج، وربما يخشى وجود روابط تنظيمية بين إخوان مصر وإخوان الخليج، بعد أن تلقت تنظيمات الخليج الإسلامية جرعة أكسجين هائلة بعد فوز مرسى فى مصر، وصعود النهضة فى «تونس».
من حق خلفان وغيره أن يرى الصعود «الإخوانى» أخطر من الخطر الإسرائيلى أو حتى الإيرانى «الكابس على أنفاس الخليج» خصوصا فى الإمارات والبحرين.
من حق خلفان وغيره من قادة الخليج أن يتخذوا ما شاءوا من إجراءات لحماية أمنهم وأن يجلسوا مع المسئولين المصريين لمنع «تصدير الثورة» إليهم، لكن ليس من حقهم بالمرة أن يهينوا محمد مرسى أو غيره من المصريين.
خلال وجودى فى الإمارات ــ وشعبها يعامل المصريين بصورة محترمة ــ كان أصدقائى الإماراتيون والعرب دائمى التنكيت على حسنى مبارك وبعض المسئولين المصريين وأن همهم الأكبر فى علاقتهم بالخليج هو الحصول على المنح والإكراميات والمساعدات، ويعلم الله ــ ورغم كل طهقى من حسنى مبارك ونظامه ــ فإننى كنت أشعر بإهانة شديدة، فما بالك بالشعور مع رئيس تم انتخابه انتخابا حرا من الشعب المصرى فى أعقاب ثورة عظيمة.
وإلى الذين ما يزالون متعاطفين مع مبارك عليهم التصديق الآن آنه لولا سياسات مبارك «الانبطاحية» ما تجرأ خلفان وغيره على الحديث بمثل هذا المستوى المقزز.
إذا كان ضاحى خلفان أو غيره يعتقد أنه يستطيع إهانة المصريين لأنهم يحتاجون مساعدات مالية أو تحويلات العمالة فإنه أخطأ الهدف تماما.
لا يوجد شعب سوىُّ مهما كانت حاجته يقبل الإهانة خصوصا إذا جاءت من خارج الحدود.
يا أبوفارس لقد أخطأت خطأ كبيرا، ولا يغتفر، والذين شجعوك على ذلك اخطأوا بصورة أكبر. ونتمنى ان يكون خطؤك مجرد ذلة لسان ولا يعكس تفكير النخبة الحاكمة هناك.
يا أبا فارس اختلف مع الإخوان ما تشاء. مثلما نفعل نحن هنا، هاجم أفكارهم كما تحب، فكك خلاياهم فى بلادك، لكن لا تهين أى مصرى وتعايره بالفقر من أصغر مواطن إلى الرئيس نفسه.