تجديد عملية المناصحة!
صحافة عربية
آخر تحديث:
الأحد 30 نوفمبر 2014 - 8:25 ص
بتوقيت القاهرة
تؤكد وزارة الداخلية دوما أنها قادرة على فعل المستحيل، وهذه القدرة أثبتتها من خلال وضع استراتيجية أمنية شاملة ومنظّمة لمكافحة الإرهاب، ويحسب الفضل فيها للراحل الأمير نايف، الذى أوكل هذه المهمة إلى وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، ابنه البار الذى سار على خطى والده إخلاصا وتفانيا.
تخصص محمد بن نايف فعليا فى مكافحة الإرهاب بشكل ليس له مثيل بالمنطقة، وهو مرجع فى هذا المجال.
كان من بين المشاريع التى أسست مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، وهى فكرة رائدة واستثنائية، وقد مر عقد كامل على مثل هذا الصرح الفكرى، وبالتالى ليس عيبا أن نتداول بعض نقاط الضعف والتى نستقيها من الحديث عن أناس سبق أن قبض عليهم أو نُوصحوا... إلخ.
من المهم تجديد دماء برنامج المناصحة من خلال إدماج متخصصين فى مجالات متعددة، فالدعاة وحدهم لا يحلون كل شىء، ولا يستطيعون صنع المعجزات، هناك ضرورة لإدخال المفكرين وعلماء النفس والعسكريين والأدباء والشعراء بل أهل الفنون فى برامج المناصحة بغرض غسل هذه الأدمغة مما علق بها من التحريض والتجييش منذ سنوات الصبا مرورا بالمراهقة وحتى الانضمام إلى صفوف العنف والانخراط فى منظومات الإرهاب.
التغيير والتجديد فى عملية وآلية النصح أو النقاش ضرورية، ذلك أن «الحوار» ليس مجرد عملية محاججة، بل هو علم قائم بذاته، وهناك نظريات فى عملية الحوار ومن بين من أسس لذلك الفيلسوف الألمانى يورجن هابرماس، لهذا من الممكن إيجاد نظريات جديدة فى علم التأثير والمحاكاة الفكرية والعقلية والتواصل إلى تخوم الدماغ الإرهابى المفخخ.
أعرف أن القائمين على البرنامج يبذلون جهودا حثيثة، لتطوير آلية عمله، وأجزم أنى لن أقدم لهم فى هذه السطور فتوحا عرفانية، لكنى أتمنى عليهم قراءة العقد الماضى بعين فاحصة، وإعداد جردة بالإيجابيات والسلبيات، بغية جدولة آلية العمل من جديد، حتى نصل إلى إحصائيات يقل فيها عودة المناصحين لأعمال الإرهاب مجددا!