الحكام العرب ونادى الزمالك
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
الثلاثاء 31 مارس 2009 - 8:35 م
بتوقيت القاهرة
حال مؤسسة القمة العربية والنظام العربى بصفة عامة صار أشبه إلى حد كبير بحال فريق كرة القدم بنادى الزمالك الآن.
الفارق البسيط أن الزمالك حقق بطولات كثيرة ولم يبدأ التعثر إلا قبل أربع سنوات، فى حين أن سجل منتخب الزعماء العرب أقل كثيرا مما حققه منتخب جزر القمر فى كأس العالم.
بعض جماهير الزمالك وجماهير أى فريق منهزم أو متراجع تترك فريقها يائسا.. والحال تكرر وينبغى أن يتكرر مع زعمائنا العرب الذين لا يجيدون إلا التسجيل فى مرمى أوطانهم.. دفاعهم شوارع، وهجومهم عقيم، ووسطهم أصبح ساحة لهيمنة كل الفرق الأجنبية.
قد يرى البعض أن الكلمات السابقة مجرد محاولة للاستظراف أو التبسيط المخل لكن واقع الحال عكس ذلك تماما، بل قد يكون هناك أمل بالنسبة لمستقبل الزمالك أو أى فريق تراجع مستواه، لكن بالنسبة لفريقنا العربى الرسمى فالمستقبل ـ طبقا لكل الخبراء فى جميع المجالات ـ مظلم.
تقديرات هؤلاء الخبراء لم تأت من فراغ.. فقد راقبوا أداء الفريق من قبل وخلال بطولة القمة العربية التى انتهت أمس الأول فى العاصمة القطرية الدوحة، واكتشفوا أن فريق الزعماء يحتاج إلى جهاز فنى جديد ولاعبين مختلفين تماما بعد أن صار مستوى اللاعبين الحاليين مدعاة لسخرية كل الفرق المنافسة.
ليس ذلك فقط، بل إن جماهير كثيرة ترى أن بعض اللاعبين يتعمدون تخسير فريقهم لمصلحة فرق إقليمية ودولية كبرى.
لاعبونا للأسف الشديد لا يؤمنون بالعلم الحديث فى فنون اللعبة أو بذل الجهد والعرق لرفع مستوى لياقتهم البدنية، كما أنهم لا يعترفون بالتخصص أو الالتزام بمراكزهم، والأسوأ أنهم لا ينفذون تعليمات المدرب الذى هو فى هذه الحالة الجماهير العربية. والذين يقبلون التغيير يشترطون أن يكون أبناءهم هو البديل.
وبعضهم يصر على أن المشكلة هى فى الجماهير وليس فى مستواهم المتدنى.
حكامنا أو لاعبونا الذين حضروا القمة الأخيرة انشغلوا بالخلافات الشخصية والحركات البهلوانية، واكتفوا ببيانات معلبة بلغة باردة معدة مسبقا، ولا تعنى شيئا.
صرنا مع هؤلاء الحكام أضحوكة بين الأمم، صار رجل مثل هوجو شافيز رئيس فنزويلا أكثر قومية من بعض الزعماء العرب.
مع حكام مثل هؤلاء ما حاجة إسرائيل إلى أعداء؟.. والله لو كنت مكان قادة إسرائيل لأقمت متحفا لتخليد هؤلاء الحكام!