الدور الجديد لعُمان فى الشرق الأوسط - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 5:43 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الدور الجديد لعُمان فى الشرق الأوسط

نشر فى : الخميس 1 نوفمبر 2018 - 8:20 م | آخر تحديث : الخميس 1 نوفمبر 2018 - 8:20 م

تشكل الزيارة الرسمية والعلنية التى قام بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى إمارة عُمان منعطفا مهما، خصوصا فى ضوء حقيقة أن حاكم عُمان استقبله بصورة علنية على الرغم من توقف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية منذ زمن طويل، ومع الأخذ فى الحسبان أنه فى قطاع غزة تدور يوميا حرب استنزاف بين التنظيمات الإرهابية وبين إسرائيل.
الزيارة التى جرى التحضير لها منذ وقت طويل، نظر إليها العالم العربى كبداية لاستئناف التطبيع بين إسرائيل وعمان كما كان عليه بعد اتفاقات أوسلو فى 1993، وتزامنت الزيارة مع زيارة وزيرة الثقافة ميرى ريغيف إلى أبو ظبى مع وفد الجودو الإسرائيلى، بعد استضافة قطر وفدا رياضيا آخر من إسرائيل. والتخوف الفلسطينيى هو من أن تحذو دول عربية أخرى حذو عُمان وأن تنجح إسرائيل فى خرق جدار مخاوف الدول العربية من علاقاتها العلنية معها.
لقد كشف وزير الخارجية العمانى فى 27 أكتوبر أثناء، قمة أمنية ــ إقليمية فى البحرين، أن عُمان اقترحت مساعدة إسرائيل والفلسطينيين فى التوصل إلى اتفاق سلام بمساعدة أفكار تقترحها، لكن ليس كوسيط. قال: «نحن لا نتوسط بين إسرائيل وفلسطين، بل نقترح توجيه الطرفين واقتراح أفكار تجمع بينهما». وأضاف علوى أن بلاده تعتمد على الجهود التى يبذلها الرئيس الأمريكى ترامب للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين بواسطة «صفقة القرن».
وقد سارعت إيران إلى توجيه الانتقادات إلى سلطنة عُمان لاستضافتها رئيس الحكومة نتنياهو والوفد الذى رافقه فى الزيارة.
فى مقابل ذلك، دافعت البحرين عن حليفتها عُمان، وقال وزير الخارجية البحرينى خالد بن أحمد فى 27 أكتوبر: «البحرين لم تشكك قط فى حكمة السلطان قابوس ومحاولته تقديم المساعدة وتوظيف جهوده من أجل حل القضية الفلسطينية، ونأمل أن تنجح جهوده هذه».
زيارة نتنياهو إلى مسقط عاصمة عُمان، وهى الأولى لرئيس حكومة إسرائيلية خلال العشرين عاما الأخيرة، هى حلقة إضافية فى سلسلة اتصالات بين إسرائيل وعُمان. فى عام 1994 قام رئيس الحكومة يتسحاق رابين بزيارة رسمية إلى عُمان والتقى السلطان قابوس، وفى 1995 قام وزير الخارجية العمانى يوسف بن علوى بزيارة إسرائيل، كما زار أخيرا السلطة الفلسطينية. وفى عام 1996 قام رئيس الحكومة آنذاك شمعون بيرس بزيارة رسميه إلى عُمان. ومنذ سنة 1996 حتى نشوب الانتفاضة الثانية سنة 2000 كان فى إسرائيل ممثلون لعُمان، وقطر، والمغرب، وتونس وموريتانيا، لكن منذ ذلك الحين انقطعت العلاقات الرسمية واستمرت من وراء الكواليس.
لقد ظهر وزير الخارجية العمانى يوسف بن علوى فى قناة الجزيرة مدافعا عن الزيارة فقال: «استقبلنا نتنياهو لأن إسرائيل هى دولة موجودة فى الشرق الأوسط، فهل ممنوع عليه أن يأتى إلى هنا؟ لقد أعرب رئيس الحكومة نتنياهو عن رغبته فى زيارة السلطنة وعرض مقاربته فيما يتعلق بموضوع الشرق الأوسط والنزاع الإسرائيلى ــ الفلسطينى ورحبنا بذلك، هناك من يعتقد أن طريق السلام مغلق، لكننا لا نعتقد ذلك، وأظن أن هناك رغبة لدى الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى بتحريك العملية من جديد».
يشدد معلقون فى وسائل الاعلام فى السلطنة على أنه على الرغم من أن عُمان معروفة بعلاقاتها الجيدة مع إيران وقدرتها على التوسط معها، فإن زيارة نتنياهو عالجت فى الأساس قناة التفاوض العالقة بين إسرائيل والفلسطينيين، وأن حاكم عُمان اقترح التوسط بين إسرائيل والفلسطينيين. قبل بعضة أيام من زيارة نتنياهو زار السلطنة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حيث التقى مع السلطان قابوس.
مصدر فلسطينى قال أن السلطان قابوس اقترح على رئيس السلطة محمود عباس التوسط بين الفلسطينيين وإسرائيل وأن عباس رد بأنه يبارك أى تحرك سلام «مهم»، وبحسب كلامه، فإن هدف الزيارة لم يكن المفاوضات، بل فى الأساس «دور عُمان فى المنطقة».
لا يستبعد معلقون فى العالم العربى احتمال أن يقوم السلطان قابوس حاليا بالدور الذى كان يقوم به ولى العهد السعودى محمد بن سلمان، وأن يتحول إلى محرك يساعد الرئيس الأميركى دونالد ترامب فى الدفع قدما بـ«صفقة القرن»، وحل النزاع الإسرائيلى الفلسطينى.
لقد تضررت مكانة السعودية كثيرا بسبب دورها فى مقتل الصحافى جمال الخاشقجى، وللسلطان قابوس علاقات جيدة مع الإدارة الأميركية ومع الدول العربية، وهو يعتبر حاكما حياديا وبارعا فى مهمات الوساطة، إذ توسط بين إدارة أوباما وإيران فى مسألة الصفقة النووية، وتوسط أيضا بين دول عربية فى موضوعات مختلفة مثل المقاطعة العربية لقطر.
الإعلان عن «صفقة القرن» للرئيس ترامب يقترب، وسيصل هذا الأسبوع إلى إسرائيل الموفد الأمريكى جيمس جرينبلات للاجتماع مع رئيس الحكومة ومساعديه والبحث فى إمكانية استئناف العملية السياسية مع الفلسطينيين.
لا يمكن استبعاد احتمال أن تقوم إسرائيل عند الحاجة باستخدام قناة الاتصال التى انفتحت من خلال الزيارة إلى عُمان من أجل إجراء اتصالات سرية مع إيران والنظام السورى بشأن كل ما يتعلق بالوجود العسكرى الإيرانى فى سورية.
من المعروف منذ سنوات عديدة أن مسقط، عاصمة عُمان، مكان لاجتماعات سرية بين أطراف مختلفة فى الشرق الأوسط من الذين يرغبون فى التحاور بعيدا عن وسائل الاعلام وأجهزة الاستخبارات المختلفة. فى نهاية هذا الأسبوع كشف جواد كريمى قدوسى، عضو لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية فى البرلمان الإيرانى عن مفاوضات سرية تجرى حاليا فى مسقط بين خبراء فى وزارة الخارجية الإيرانية ونظرائهم فى إدارة ترامب.

يونى بن مناحيم

محلل سياسي
مركز القدس للشئون العامة
مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات