على إسرائيل أن تخاف من إيران لا من «داعش» - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 6:03 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

على إسرائيل أن تخاف من إيران لا من «داعش»

نشر فى : الخميس 3 يوليه 2014 - 6:25 ص | آخر تحديث : الخميس 3 يوليه 2014 - 6:25 ص

لا ينبغى الاستخفاف بقدرة التنظيم الإرهابى الجهادى «داعش» الذى حقق إنجازات مهمة فى غرب العراق، لكن يجب أيضا ألا نعطيه أهمية لا يستحقها.

فالأردن ما يزال بعيدا عن السقوط فى قبضة هذا التنظيم السنى المتشدد الذى لا يتجاوز عدد مقاتليه نحو 10 آلاف شخص، كما يظهر من خلال التقارير الأخيرة. ولا يحتاج الأردن إلى مساعدة الولايات المتحدة وإسرائيل كما يدعى موقع «دايلى بيست» الإلكترونى «مقال نشره الصحفى إيلى لايك بعنوان 2014 »، وذلك فى ضوء موازين /6/ «إسرائيل فى مواجهة داعش» بتاريخ 27 القوى على الأرض مع هذا التنظيم المؤلف بصورة خاصة من مجموعة عصابات، إذ باستطاعة الأردن الاعتماد على جيشه الصغير لكن المنضبط والمدرَّب.

لتنظيم «داعش» (اختصار الدولة الإسلامية فى العراق والشام) الذى نشأ سنة 2003 فى أعقاب الغزو الأمريكى للعراق، أحلام كبيرة. لكنه كى يقيم الخلافة التى يحلم بها فهو بحاجة إلى حركة جماهيرية كبيرة تنضم إليه فى كفاحه.

مما لا شك فيه أن الشرق الأوسط يمر فى عملية تغيير. هذا هو الواقع. فقد انهار مفهوم الدولة العربية وثمة شىء آخر سيحل محلها مستقبلا. واتفاقىة سايكس ــ بيكو العائدة إلى سنة 1916 وهى التى أنشأت الشرق الأوسط الذى نعرفه، وصلت إلى محطتها الأخيرة. ومن داخل هذه الفوضى سينشأ شىء جديد فى المستقبل. صحيح أن الإرهاب يشكل اليوم مكونا مهما فى الشرق الأوسط، لكن ليس بإمكانه (حتى الآن) أن يملأ الفراغ الناشئ. فالإرهاب الجهادى قادر على إلحاق الضرر لكنه ليس قادرا على القيادة.

تتابع المملكة الهاشمية باهتمام كبير الوضع فى غرب العراق وشرق سوريا حيث يسيطر «داعش». ويستطيع الأردنيون الاعتماد على ولاء السكان فى جانبى الحدود الأردنية والعراقية. وفى الوقت عينه، يستطيع الأردنيون أيضا الاعتماد على جيشهم وعلى سلاح طيرانهم الفعال القادر على إلحاق أضرار كبيرة بالتنظيم الإرهابى السنى. كما فى استطاعتهم أن يستمدوا التشجيع من التغيّير فى وجهة الأمور فى مدينة تكريت، حيث استطاع الجيش العراقى استعادة زمام المبادرة.

فى هذا السياق، يتعيّن على إسرائيل أن تكون أقل قلقا من «داعش» وأكثر قلقا من ناحية إيران. إن الانتصارات التى حققها هذا التنظيم السنى فى غرب العراق هى حصيلة التغييرات الإقليمية من حولنا، ونتيجة عدم وجود زعيم قوى فى العراق وسوريا، قادر على فرض النظام فى هاتين الدولتين، ونتيجة عدم وجود شرطى للعالم، فى أعقاب خسارة الولايات المتحدة فى ظل حكم أوباما طوعا مكانتها ونفوذها الإقليميين.

فى عالم طبيعى، من المفترض أن يكون السباق النووى الإيرانى هو سبب القلق الحقيقى. لكن الدبلوماسى البريطانى وليام بايتى صرح فى الفترة الأخيرة بأن تنظيم «داعش» أخطر من التهديد النووى الإيرانى، وبذلك يبدو أن سلم الأولويات قد تغير.

لقد أصبح فجأة الإرهاب السنى أكثر خطرا من القنبلة النووية الشيعية. ومن أجل محاربة الإرهاب السّنى، تحولت إيران فجأة إلى دولة يتودّد الجميع إليها وتعتبرها واشنطن عامل استقرار. لكن إسرائيل عليها أن تحذر هذا التغيّر فى التوجهات.

التعليقات