صعود مكانة إسرائيل فى العالم - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 5:31 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صعود مكانة إسرائيل فى العالم

نشر فى : الجمعة 14 أكتوبر 2016 - 10:10 م | آخر تحديث : الجمعة 14 أكتوبر 2016 - 10:10 م
قد يكون تعبير «شرق أوسط جديد» من أكثر التعابير إثارة للسخرية فى زماننا. لقد آمن شيمون بيريز إيمانا مطلقا بأن النزاع الإسرائيلى ــ الفلسطينى هو سبب معظم الأزمات التى يعانيها الشرق الأوسط، وسبب كذلك لعدم استقراره ــ ولاستمرار عداء الدول العربية لإسرائيل ــ وبأن اتفاق أوسلو سيحمل معه خلال زمن قصير تغييرا وسيعم بين جميع الشعوب والدول تعاون حقيقى.

لكن يبدو أن بيريز لم يفهم العالم العربى الذى، على الرغم من تعاطفه العلنى مع مصير الفلسطينيين، لم ينظر إلى علاقته بإسرائيل من منظور الموضوع الفلسطينى فقط، بل كذلك من منظور مصالح وطنية خاصة واعتبارات جيوسياسية مختلفة، كان لها فى هذا الإطار دور لا يقل أهمية بالنسبة إليه.

علاوة على ذلك، فإن جزءا من العالم العربى ومعه أغلبية من الفلسطينيين، لم يعتبروا يوما ولا هم يعتبرون الآن، أن قيام دولة فلسطينية على جزء من أرض فلسطين هو هدفهم الحصرى، ولكن هدف هؤلاء هو زوال دولة اليهود. لم يكن فى إمكان بيريز ــ وكثيرين يفكرون مثله ــ التنبؤ مسبقا بـ«الربيع العربى» وما سينتج عنه، ولا بالقاعدة وداعش والفوضى العامة الميؤوس من إصلاحها التى سيطرت على الشرق الأوسط «الجديد» ــ وهى كلها تطورات لا علاقة لها بالموضوع الفلسطينى ــ لكن هذه الوقائع فرضت نفسها على الجميع بصورة لم يعد فى إمكان أحد تجاهلها.

فى مراسم دفن بيريز قال الرئيس أوباما إن الزعيم الراحل فهم أن «الأمن الحقيقى هو السلام». ثمة شك فى أن بيريز نفسه يؤيد هذا الكلام لأنه أدرك فى قرارة نفسه كما أدرك قبله ديفيد بن جوريون وزئيف جابوتنسكى أن الأمن والقدرة على الدفاع عن النفس هما بالنسبة إلى إسرائيل الشرطان الأساسيان ليس فقط من أجل تحقيق السلام وضمان استمراره مع مرور الزمن، بل من أجل ضمان جوهر وجودها.

لقد تمكن بيريز من رؤية المفارقة التاريخية التى تجسدت بقيام شرق أوسط جديد، لكنه شرق أوسط مختلف وعلى النقيض التام مما توقع بيريز.

فى هذه الفترة نشر مقال كتبه أحد أهم خبراء الشئون الدولية فى العالم البروفسور والتر راسل ميد، الأستاذ فى جامعة يال، تحدث فيه، بعد تطرقه إلى النجاحات التى حققتها الدبلوماسية الإسرائيلية فى آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، عن «الاحترام المتزايد الذى تحظى به إسرائيل فى نظر جميع الزعماء العرب تقريبا فى الشرق الأوسط، بمن فيهم الذين هم على عداء معها». وفى رأى البروفسور ميد أن نجاح رئيس الحكومة نتنياهو فى هذا الموضوع يعود إلى أنه يفهم («أكثر من أوباما») كيف يسير العالم، وأن العالم العربى السنى يشعر بأنه مهدد تحديدا من جانب إيران ومن جانب ما يحدث فى سوريا. وفى رأيه، فإن العالم يعترف بأهمية قوة إسرائيل.

ويخلص ميد إلى القول بأن «هناك ما يشبه الانقلاب فى مكانة إسرائيل فى المنطقة». وفى رأيه أن التطورات الأخيرة قلصت فى أنظار العالم وخصوصا فى العالم العربى، أهمية الموضوع الفلسطينى ــ وعززت وضع إسرائيل الإقليمى والدولى.
التعليقات