«حماس» قالت الكلمة الأخيرة: المخاطر الكامنة فى وقف إطلاق النار - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 5:34 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«حماس» قالت الكلمة الأخيرة: المخاطر الكامنة فى وقف إطلاق النار

نشر فى : الجمعة 16 نوفمبر 2018 - 12:00 ص | آخر تحديث : الجمعة 16 نوفمبر 2018 - 12:00 ص

على الرغم من أنه من السابق لأوانه الحديث عن وقف إطلاق نار ثابت فى الجنوب، فإنه يمكن الجزم بأن إسرائيل أظهرت بصورة لا تقبل الشك رغبتها فى بقاء «حماس» فى غزة، وفى الجانب الثانى من السياج توسلات كثيرة لقبول إسرائيل بالتسوية.. استقبلوا القرار الإسرائيلى بارتياح. فقط أنهم هذه المرة هم الذين قالوا الكلمة الأخيرة.
منذ مارس، تفرض «حماس» وتيرة الأحداث فى الجنوب، بينما فى الجانب الإسرائيلى يضبطون أنفسهم ويحتوون ويبحثون عن آلية تسوية تمنح جنوب إسرائيل عاما أو عامين من «الهدوء».
المنطق الإسرائيلى ناجم فى الأساس عن ثلاثة أسباب: الأول الردع الذاتى الذى أظهرته ألوية الجيش الإسرائيلى لدى عرضها سيناريوهات الرعب أمام المجلس الوزارى المصغر بشأن إمكان احتلال القطاع. والثانى هو الخوف من اليوم التالى، والتخوف من أن يؤدى الفراغ الذى سينشأ بعد سقوط «حماس» إلى صعود تنظيم أكثر تطرفا منها بكثير إلى الحكم.
السبب الثالث هو الرغبة فى المحافظة على الانفصال بين غزة والضفة الغربية كدليل على أنه لا يمكن الحوار مع الفلسطينيين بقيادة «فتح»، و«حماس» اللتين لم تنجحا فى التحاور مع بضعهما البعض. الرابع والأخير، هو الوضع الحساس على الحدود الشمالية، الأكثر تهديدا والأكثر حساسية بكثير، والذى يتطلب انتباها واستعدادا مقارنة بغزة.
سواء أكان هذا مريحا أم لا، فإن جميع هذه الأسباب، وكل واحد منها على حدة منطقى. ليس من الممكن وليس صحيحا أيضا القول إن المستوى السياسى يقودنا إلى الهاوية، هذا غير صحيح، وهو افتراء غير جدى، وخصوصا من جانب أولئك الذين يدعون منذ وقت أن رئيس الحكومة يدعو إلى الحرب كى يحول الأضواء عن التحقيقات معه. مع ذلك، لا يمكن أن نتجاهل عددا من مشكلات أساسية خطرة تزداد قوة مع مرور الزمن، بينما تمتنع إسرائيل من خلع قفازاتها فى مواجهة «حماس».
الموضوع الأول هو تآكل النجاعة العملانية للجيش الإسرائيلى: من غير الممكن فهم كيف تنجح تنظيمات مارقة فى إطلاق الصواريخ بكثافة وفى وقت واحد وبوتيرة مدمرة، بينما تقف فى مواجهتها منظومة متطورة من سلاح الجو، والدفاع ضد الصواريخ، والاستخبارات ــ منظومات يخصص دافعو الضرائب لها فى كل عام مبالغ هائلة. وهذا أكثر من كونه محرجا فهو مثير للقلق. ويمكن القول فى هذا السياق إن «حماس» قدمت مدرسة حقيقية للجيش الإسرائيلى.
الموضوع الثانى هو عدم القدرة على التخلى عن النموذج الذى تجذر ومفاده بأن نفعل كل شىء، وفقط كى لا تشعر «حماس» للحظة أنها فى خطر فعلى. فى هذا السياق لا يمكن إلا أن نضحك من البيانات السخيفة للناطق بلسان الجيش عن تدمير أبنية وأرصدة «مهمة» ــ هو يواصل كلامه، وهم يواصلون قصفنا بالنيران الحارقة، وهذا أيضا محرج بمقدار لا يمكن تحمله. صورة الوضع القائم هى أننا ببساطة غير مهمين فى مواجهتهم.
الموضوع الثالث، هو عدم القدرة على إعطاء سكان جنوب إسرائيل الثقة والإحساس بالأمن. هذه مشكلة خطيرة جدا، وهى تخلق عدم ثقة جذريا بالمؤسسات، سواء بالجيش أو بالحكومة، وهذا أمر يقضم ويتغلغل، وله انعكاساته الطويلة الأمد، وخصوصا فى ضوء خطة الحكومة زيادة عدد السكان فى الجنوب، وتوسيع المدن، وسكان النقب ــ الوضع إزاء غزة يدمر هذه الفكرة.
الموضوع الرابع والأخير هو الطريقة التى نظهر فيها إزاء خصومنا الآخرين، وخصوصا إيران. ماذا يمكن أن يتعلموا من كل ما يحدث هنا؟ هم يرون حكومة مرتدعة، وجيشا ليس لديه أجوبة، ومواطنين يعيشون مع الإحساس بعدم الأمان، يرون ذلك ويفركون أيديهم بسرور كبير. فهذا يعطيهم دافعا كبيرا إلى مواصلة تطوير ميليشيات الإرهاب التى لديهم حول حدودنا، تحت استراتيجيات استنزاف مستمرة. وهذا سيئ للغاية.
خلاصة الأمر، قرار الحكومة بشأن وقف إطلاق النار فى مواجهة «حماس» والسعى للتهدئة هو قرار منطقى، لكن انعكاساته، وبصورة خاصة العجز الذى يظهره الجيش، هى أمور مربكة ومقلقة، وتثير حيرة كبيرة. لماذا ندفع أثمانا باهظة للغاية فى مقابل هكذا نتيجة؟ وبالإضافة إلى هذا كله يُطرح السؤال لماذا ومن أجل ماذا طردنا عشرات الآلاف من المستوطنين من منازلهم إذا كانت هذه هى النتيجة التى حصلنا عليها.

رونين إيتسيك
يسرائيل هَيوم

التعليقات