يعقوب عميدرورتجد دولة إسرائيل نفسها أمام ثلاث مشكلات أمنية داخلية، علينا أن نكون حذرين جدا من الربط بينها بصورة مصطنعة، لأن ذلك قد يضرّ بدلا من أن ينفع.
١ ـ تحدى الإرهاب الفردى (وهو التحدى الأخطر) الذى يقوم به هؤلاء الذى يستيقظون فى الصباح أو يخرجون من المساجد ويقررون قتل يهود. صحيح أنهم يكرهون إسرائيل، لكن تراكم الأحداث السابقة حوّل كراهيتهم السلبية إلى فعل.
٢ ـ التحدى الثانى هو رد فعل العرب فى إسرائيل الذين يتظاهرون فى شتى أنحاء الدولة. ويجب ألا نربط بينهم وبين الهجمات الإرهابية لأن أيا من هذه الهجمات لم يقم بها العرب فى إسرائيل. وهذه الحقيقة مهمة ويجب ألا تفاجئ أحدا، فمشاركة العرب فى إسرائيل فى هجمات إرهابية فى الماضى، وفى الحاضر كانت محدودة جدا. وهم امتنعوا عن القيام بذلك حتى فى الفترات الصعبة التى مرت بها العلاقات بين الدولة اليهودية ومواطنيها من العرب.
٣ ـ التحدى الثالث هو القدس، فقد أدى تزامن الضغط من أجل إحداث تغييرات فى الحرم القدسى، ومقتل الفتى من شوفعاط إلى خروج السكان العرب فى منطقة القدس إلى الشارع، وأدت هذه التظاهرات والهجمات الإرهابية التى نفذها أفراد إلى بروز مشكلة حقيقية فى المدينة. ومن دون تغير هذه الأجواء، فإنه من الصعب إعادة الوضع إلى ما كان عليه. لذا عندما يُطرح السؤال: ما العمل؟
يجب أن نفصل بصورة واضحة بين الهجمات الإرهابية وعمليات الاحتجاج التى يقوم بها عرب القدس، وتلك التى يقوم بها العرب فى إسرائيل.
حتى الآن لا يوجد رد بسيط على خطر الإرهاب الفردى غير المنظم، لأنه فى مثل هذه الحالات لا يمكن جمع المعلومات الاستخباراتية، ومن الصعب معرفة ما يجرى فى داخل شخص قرر تنفيذ عملية إرهابية، فهذه الأمور لا يمكن التنصت عليها ولا كشفها. لذا من المستحيل استباق هذه العمليات ومنع وقوعها. فى الوقت عينه ونظرا إلى أن هذا الشخص لا ينتمى إلى تنظيم يشجعه على القيام بالهجوم أو يساعده، فلا سبيل إلى معرفة الهجوم مسبقا.