قبل تسعة أعوام أخطأ حسن نصر الله فى تقديراته وافترض أن إسرائيل لن ترد على خطف جنودها وتسبب لنا، وبالأساس لأتباعه ومؤيديه فى حزب الله وللطائفة الشيعية فى لبنان، بكارثة حرب لبنان الثانية. استخلص نصر الله النتيجة المطلوبة، وقبل 7 سنوات عندما أعلم باغتيال يده اليمنى عماد مغنية القائد العسكرى للحزب بواسطة مجهولين فى دمشق، قرر ضبط النفس. اليوم، يجد نصر الله نفسه فى مواجهة المعضلة القديمة: هل يرد على اغتيال رجاله فى هضبة الجولان، الأمر الذى قد يشعل نارا كبيرة على الحدود اللبنانية ــ الإسرائيلية؟ أم يسكت عن هذا الأمر فيلمح بذلك إلى إسرائيل بأنها تستطيع مواصلة ضربه من دون التخوف من رد من جانبه؟ الجواب على هذه المعضلة قدمه نصر الله خلال السنة الأخيرة. فقد تحمل على الأقل مرتين وبصورة علنية مسئولية العبوات التى زرعت على طريق دوريات للجيش الإسرائيلى فى منطقة مزارع شبعا على طول الحدود المشتركة السورية ــ الإسرائيلية واللبنانية. وجاء ذلك ردا على تفجير مخزن للسلاح تابع للحزب على الأراضى اللبنانية، ومرة أخرى ردا على مقتل عنصر للحزب فى عبوة زرعتها إسرائيل داخل الأراضى اللبنانية.
لا حاجة لانتظار التصريحات من بيروت بأن الحزب لن يستوعب هذه المرة الضربة وسيرد. والسؤال هو متى وبأى شكل؟ وهل سيكون ذلك بصورة مدروسة وحذرة مثل زرع عبوات على طول الحدود بهدف نقل رسالة مؤلمة لإسرائيل مفادها أن الحزب يعتبر أنها تجاوزت خطا أحمر، لكنه فى الوقت عينه ليس من مصلحته إشعال المنطقة الآن؟ أم أن اغتيال مغنية ورفاقه سيؤدى هذه المرة إلى رد أكثر قسوة من شأنه أن يجر المنطقة إلى مواجهة؟
هناك دائما إمكانية قد تبدو بعيدة للرد مثل ما حدث فى سنة 1992 بعد أن اغتالت إسرائيل قائد الحزب عباس الموسوى. يومها انتظر الحزب شهرا كاملا قام بعدها بمساعدة من عملائه من الإيرانيين بتفجير مبنى السفارة الإسرائيلية فى الأرجنتين مما أدى إلى مقتل 29 شخصا. وبعد ذلك بعامين فجّر مبنى الجمعية اليهودية فى الأرجنتين كذلك.
إيال زيسر - باحث فى معهد دايان لدراسات الشرق الأوسط
يسرائيل هيوم
نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينيةداليا سعودى