نداف شرغاى يصف اللواء فى الاحتياط أفيجدور عميدرور الذى أنهى منذ ثلاثة أشهر مهمته كرئيس لمجلس الأمن القومى، الفكرة التى اقترحها أبومازن فى محادثاته مع جون كيرى الداعية إلى نشر قوات دولية فى يهودا والسامرة وفى غور الأردن فى إطار الاتفاق مع الفلسطينيين، بأنها «وهم». ويقول: «عندما تدافع أنت عن نفسك، تستطيع أن تحدد ما هو المهم وما هو الأقل أهمية بالنسبة لأمنك»، ويتابع: «هل من الممكن ان نتوقع بجدية من الذين فى بروكسيل أن يحددوا لهذه القوة ما هو المهم وما هو الأقل أهمية لأمننا؟ وماذا تستطيع هذه القوة أن تضحى به كى لا تطلق رام الله الكاتيوشا على تل أبيب؟».
قبل ثلاثة أعوام أعد عميدرور بحثا موسعا ضمن اطار «معهد القدس للشئون العامة والسياسية» بعنوان: «المخاطر المترتبة على انتشار قوات أجنبية فى الضفة الغربية». وهو يؤكد اليوم أن «انتشار قوات دولية حجر عثرة فى وجه استقلالية قدرة إسرائيل الدفاعية». ويتابع: «سواء كانت هذه القوات تابعة للأمم المتحدة أم لحلف شمال الأطلسى، فإنها فى كل مرة ستجد نفسها فى مواجهة مشكلة أساسية مطروحة على كل قوة حفظ للسلام من هذا النوع ألا وهى: الحاجة إلى المحافظة على علاقات عمل خالية من المشاكل مع الميليشيات والمجموعات الإرهابية. وبصورة عامة تميل قوات حفظ السلام إلى انتهاج موقف محايد بين الطرف الذى يسعى إلى تقويض السلام والأمن، والطرف الذى من المفترض أنها تدافع عنه»، ويرفض البروفيسير فى العلوم السياسية شلومو أفينيرى الذى عمل مديرا عاما لوزارة الخارجية، فكرة أبومازن ويقول: «ثمة أسباب كثيرة تدفع إسرائيل إلى معارضة الفكرة، فقوات حلف شمال الأطلسى تستطيع فى حالات معينة منع هجوم دولة على دولة ثانية، لكن مثل هذه القوة لا تنجح فى مواجهة الإرهاب.
وفى رأى أفينيرى أن المقصود «هو محاولة من جانب الفلسطينيين لاستقدام قوات الحلف الأطلسى من أجل الدفاع عنهم فى وجه العمليات الانتقامية الإسرائيلية. هذا سيحميهم فى مواجهة إسرائيل، لكنه لن يحمى إسرائيل فى مواجهة الارهاب. لذا فالفكرة عقيمة ولا سيما فى ظل تجربتنا السيئة مع القوات الأجنبية. وحتى تجربة القوات الدولية لم تكن ناجحة، ففى يوغسلافيا مثلا وتحديدا فى البوسنة، لم تنجح القوات الدولية فى منع المذبحة». واللواء فى الاحتياط جاد شيمنى الذى حارب الإرهاب الفلسطينى فى مطلع الألفين عندما كان قائدا لفرقة غزة، وشغل فيما بعد منصب رئيس وحدة العمليات فى الأركان العامة، ينظر بإيجابية إلى فكرة إشراك أطراف دولية فى مهمة مساعدة الفلسطينيين على بناء أجهزة وقوات أمنية فعالة. لكنه فى المقابل يرفض رفضا مطلقا فكرة اسناد مهمات أمنية لقوات دولية، ففى رأيه أن هذا الأمر مكتوب له الفشل. ويقول: «أسوأ شىء هو اعفاء الفلسطينيين من المسئولية، فهذا الأمر سيسمح للارهاب بأن ينشط تحت مظلة القوات الأجنبية أو بالقرب منها.
وفى رأى شيمنى أنه حتى تطبيق القرار 1701 فى لبنان الذى قضى بنشر قوات تابعة للأمم المتحدة المسلحة فى جنوب لبنان، أدى إلى نتائج غير جدية. يقول: «نحن نرى كيف أن هذه القوات لم تنجح فعلا فى المهمة المكلفة بها، وكيف استطاع حزب الله أن يزيد قوته بأحجام كبيرة، وكيف ينشط هناك.