نشرت صحيفة هاآرتس مقالا للكاتب Rogel Alpher تناول فيه سعى اليمين المتطرف فى إسرائيل إلى إزاحة الحكم الهاشمى من الأردن حتى يسهل التخلص من معاهدة السلام وبالتالى ضم مناطق الغور والضفة الغربية إلى إسرائيل... ونعرض منه ما يلى:
إسرائيل لديها خطط كبيرة للأردن، ولكن هذه الخطط لا تتضمن الملك عبدالله الثانى. العديد من المقالات كُتبت من قِبل معلقين يمينيين والتى تم نشرها الشهر الماضى (كارولين جليك فى إسرائيل هيوم، وأرييه إلداد فى معاريف، وغيرهم) أثاروا نقاشات مشابهة وتوصلوا إلى نفس النتائج.
هل هذه مصادفة؟ جائز... كل هذه المقالات لها هدف واحد: إنهاء اتفاقية السلام مع الأردن. على ما يبدو أن ضم غور الأردن هى حركة تكتيكية تهدف إلى ضرب عصفورين بحجر: ضم منطقة الضفة الغربية وإنهاء معاهدة السلام. الهدف الاستراتيجى هو الإطاحة بالنظام الملكى الهاشمى وتحقيق حلم أن تصبح الأردن هى فلسطين.
اليمين الإسرائيلى ــ سواء كانوا من مؤيدى نتنياهو أو من أنصار بديل له مثل جدعون ساعر ــ شريك فى هذه الرؤية. ويشمل هذا بالطبع جدعون ساعر نفسه، وهو من أشد المؤيدين لفكرة أن الأردن هو فلسطين. يكره الجناح اليمينى الملك عبدالله ويعتبرونه «الخادم الذى أصبح ملكا»، وعربيا متعجرفا يجرؤ على رفع رأسه. بالنسبة لليمين، وصل الهاشميون إلى السلطة عن طريق بريطانيا وبالتالى حكمهم غير شرعى ودخيل.
الإصرار الذى يظهره الملك عبدالله يستفز غرور اليمين. فمن هو ليتحدى ضم إسرائيل لغور الأردن؟ فاستمرار حكمه يعتمد على إسرائيل وسماحها. وإذا تجرأ وتحدث عن غور الأردن فسوف تقوم إسرائيل بقطع امتدادات المياه عنه. الهدف هو إذلال الملك عبدالله، ودفعه إلى الجنون، حتى يعلق أو يلغى اتفاقية السلام ــ وبعد ذلك سيكون من السهل إزاحته من السلطة.
اليمين الإسرائيلى يطمح لـ«ربيع أردنى»، انتفاضة للغالبية الفلسطينية فى المملكة تستولى فيها على الشوارع حتى تتحول إلى ثورة. عندما يتم طرد الملك عبدالله ويستولى الفلسطينيون على حكم الأردن سيصبح من الممكن تحقيق عملية ضم الضفة الغربية وإنشاء كونفدرالية بين الحكومة الفلسطينية فى الضفة الغربية والفلسطينيين الأردنيين. الفلسطينيون فى الضفة الغربية سيحصلون على حقوقهم السياسية من الأردن، وليس بالضرورة من إسرائيل... هذه هى الخطة الذى يعرقلها الملك عبدالله واتفاقية السلام، وبالتالى سيكون السعى لإزالتهما.
الأردن يزعج اليمين أيضا فى الحرم القدسى الشريف. سيل من المقالات أيضا تدفق فى الإعلام التابع لليمين المتطرف يظهر رغبة وحق اليهود فى تغيير الوضع الراهن فى المسجد الأقصى. أقل مطالبهم هو السماح لليهود بالدخول والصلاة فيه، وأقصاها هو هدم المسجد الأقصى وإعادة بناء الهيكل. ولكن الأوقاف الأردنية تقف عقبة فى طريقهم ــ فهم أيضا متعجرفون. وبالتالى يصبح سبب آخر لإزالة الشخص الذى يدعمهم، الملك عبدالله، وإلغاء معاهدة السلام التى تعترف بالوضع الخاص للأردن ودوره تجاه المسجد الأقصى.
فى هذا الصدد، فإن قرار الملك عبدالله بعدم تجديد اتفاقية التأجير لأراضى الغمر والباقورة يصب فى مصلحة اليمين، وربما لهذا السبب لم يبذل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مجهودا كبيرا لتغييره. ربما يكون هذا هو السبب أيضا الذى جعل نتنياهو يدافع عن حارس الأمن الإسرائيلى الذى قتل مواطنين أردنيين.
يريد اليمين إشعال المنطقة وملئها بالدماء. فيُنظر إلى هذه المعاهدة أيضا على أنها بقايا أخرى من فترة اتفاقات أوسلو الخائنة، حتى قبل الخيانة التى قام بها إسحاق رابين. إسقاط عبدالله هو مفتاح ضم الضفة الغربية دون ضم ملايين الفلسطينيين.
إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى