تصريحات القوات الإيرانية فى الفترة الأخيرة بشأن عمليات تسلحها وتهديدها لإسرائيل يكشفان الإحباط المتزايد فى إيران إزاء تعاظم التحديات التى يواجهها النظام، والتزامه بمحاربة إسرائيل.
رئيس المجلس الإيرانى للأمن القومى على شمخانى قال إن إيران ركزت على تحسين دقة الصواريخ التى لديها لا على تطويل مداها. وأضاف، فى تهديد مبطن، مفاده أن «مقاتلى المقاومة» فى غزة ولبنان يملكون صواريخ دقيقة وهم مستعدون لإطلاقها فى اتجاه إسرائيل وتحويل حياة سكانها إلى جحيم «إذا ما قامت بعمل أحمق».
وبموازاة ذلك، صرح قائد الحرس الثورى محمد على الجعفرى أن «صبر إيران يكاد ينفد فى المستقبل القريب، وعلى إسرائيل أن تخاف من كمية الصواريخ الدقيقة التى ستقع على رأسها».
هذا الكلام ناجم عن تفاقم الإحباط نتيجة العقوبات الاقتصادية الأمريكية. كما أن الإيرانيين محبطون من نفاد الصبر الأوروبى حيال الإرهاب فى القارة الأوروبية، وتمسك إيران بالدفع قدما بقدراتها الباليستية. ويتجلى النفور الأوروبى أيضا فى رغبة الاتحاد الأوروبى فى عقد مؤتمر ضد إيران فى بولندا.
طبعا، النجاحات العملانية لإسرائيل ضد محاولات التسليح فى سورية ولبنان لا تخفف من المخاوف فى إيران، بل على العكس بدأت توتر العلاقة بين طهران وموسكو، الأمر الذى يفاقم الوضع القائم. والسبيل الفُضْلى لإيران لمواجهة الضغوط المتزايدة هى رفع حدة التهديدات.
إن اختيار إسرائيل كهدف ناجم أيضا عن الرغبة الأساسية فى تدميرها، وعن الإحساس بالضائقة والرغبة فى ردع الأطراف الدولية فيما يتعلق بزيادة الضغط على النظام الإيرانى. وقد تجلت هذه التهديدات من خلال إصرار إيران على تهريب سلاح متطور إلى قواتها فى سوريا والتنظيمات الدائرة فى فلكها فى لبنان وفى غزة.
مشروع الأنفاق على الحدود مع لبنان، وقبل أن يذهب هباء، كلف حزب الله وإيران أموالا طائلة، كما أنه يكشف عن عمق التزام الإيرانيين والإبداع الذى يوظفونه من أجل تطوير قدرة تسمح لهم بالمس بإسرائيل.
يُفترض أن تكون الصواريخ الدقيقة الآن فى طليعة هذه القدرة، لذا يبدو واضحا لماذا يجب أن تواصل إسرائيل العمل من دون كلل لإحباط الجهد الإيرانى لتسليح قواتها والتنظيمات الدائرة فى فلكها بهذه الصواريخ.
حتى الآن أثبتت إسرائيل تفوقا استخباراتيا وتقنيا وعملانيا سمح لها بأن تعالج بنجاح هذا التهديد، وعليها المحافظة على هذا التفوق، من خلال التعاون مع الولايات المتحدة والتنسيق مع روسيا.

باحث فى معهد القدس للشئون العامة والسياسة
يسرائيل هَيوم
مؤسسة الدراسات الفلسطينية