طالع زوار موقع التواصل "فيس بوك" صفحة تحمل اسم جرائم في الديسك، يديرها شخص أو أشخاص لا أعرفهم حتى الآن، إلا أنها ليست القضية.
الصفحة التي تم إنشاؤها في 12 يونيو لهذا العام، تخطى متابعوها أكثر من 9 آلاف من الأشخاص حتى كتابة هذه السطور، خصصت نشاطها ووقتها طوال اليوم لمتابعة ما ينشر في الصحف والمواقع الإلكترونية، لنقده بطريقة شابها العديد من السلبيات وفقا للعديد من التعليقات، غير المرضية على طريقة النقد لما ينشر في الصحف.
أحد الزملاء المراسلين لصحيفة مصرية من جنوب الصعيد، في حديث معه قال إن "جرائم في الديسك تقترب منا .. خايف ينتقدوا أخباري على الصفحة أمام الناس"، زميلة أخرى قالت:" أصبحت أراجع كل حرف ومعنى قبل إرسال الخبر للصحيفة".
الانتقاد عموما من أدبيات العمل الصحفي، بل هو لون من ألوانها تقوم عليه الصحافة، إلا أن هناك فرقا بين الانتقاد والتصحيح دون تجريح، وبين "وصلات الردح" التي تلجأ لها الصفحة بعض الأحيان لانتقاد خبر صحفي.
حديث الزملاء عن خوفهم ومراجعتهم للمادة قبل النشر، خشية ما ينشر في الصفحة، ضمن إيجابية نحتسبها للصفحة لا محالة، إلا أن نفير المئات من طريقة العرض والهجوم عليها من خلال التعليقات أيضا ملفت للنظر، وكأنهم يخشون تنظيم "داعش".
ثمة شبه بين صفحة جرائم في الديسك وتنظيم "داعش"، لعله النفير من طريقة العرض أو تطبيق ما يرون أنه الإصلاح.
جرائم في الديسك طريقة العرض فيها والنقد تشوه أصحاب مهنة من يصنعون من "الفسيخ" شربات، مما يجعل الأخرين لا يتقبلون النقد حتى وإن كان في محله، نفيرا من الطريقة.
أما داعش فجعل النفير من الإسلام يدخل على أهله بسبب رؤية التنظيم في تطبيق ما يعتقد أنه الصواب من خلال الذبح والتفاخر بالرؤوس المقطعة، في اعتقاده أنه وعيد وتهديد لمن لا يتبع نهج ما أسمونه الدولة الإسلامية، وكأن العالم لا زال يعيش قبل الإسلام.
الخلاصة للقائمين على الصفحة لا تكونوا "داعش الذي يهاجم الصحفيين"، آخرون يخشون منكم وكثيرون يلومونكم، ومن ثم تكوين تحالف ضدكم.