المُـشْرأبُـون .. « يبتعدون » - منبر الشروق - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:57 م القاهرة

المُـشْرأبُـون .. « يبتعدون »

نشر فى : الخميس 23 أكتوبر 2014 - 2:00 ص | آخر تحديث : الخميس 23 أكتوبر 2014 - 2:14 م

موسم الانتخابات قد بدأ مع عطلة عيد الأضحى المبارك.. نرى لافتات الدعاية الانتخابية فى عدد من الأحياء والمدن والشوارع العامة، وبدأ هؤلاء الذين أصفهم بـ "المُـشْرأبُـون" فى الإعداد لخوض الانتخابات تحت قـبة البرلمان المقبل.

هؤلاء الأعضاء الذين قرروا دخول المعركة الانتخابية بالفعل من خلال لافتات تُـوضع هنا وهناك فى الميادين العامة أو الرئيسية، ليعلنوا عن أنفسهم من خلالها، منهم من خاض التجربة قبل ذلك سواء فى عصر المخلوع أو المعزول، شارك بعضهم أو غالبيتهم فى عهود الإفساد أو الفساد البيّن تحت مسميات مختلفة وشعارات رنانة تارة بجوار أصحاب اللياقات والكرفتات والبدل تحت سقف الوطنية والتغنِّى باسم الوطن، وتارة أخرى بجوار أصحاب العمائم البيضاء والجلاليب القصيرة واللحى الطويلة تحت سقف التدين والحلال والحرام".

كل هذا مع شعب يملك حاسة الاستشعار عن بعد دون الحاجة الى مرشد من أي اتجاه.

•••

أثق في شعبٍ عبقري يعلم تمامًا ما يدور حوله من أمور عديدة ولدية القدرة الكبيرة على الفرز بين الجيد والرديء، فقد أثبت ذلك فى فترات متفاوتة، دون الحاجة إلى خبراء أو استكشافيين أو نخب لا جديد معها سوى الطبل والزمر بكآفة الوسائل المتاحة والتقليدية .

لكنني في نفس الوقت، اعلم أن الكثير سيُستغل الاستغلال الأمثل من أصحاب الطلات الباهتة بوجوههم القديمة وأموالهم المشبوهة وبطانتهم السيئة وكروشهم المعهودة الظهور فى تلك المواسم تحت موائد الأكل مختلفة الأصناف "ما لذ وطاب" وحفلات وسرادقات تُقام فى كل مكان احتفاءً بالمرشح الترتانى أو الفُلانى "بفلوسهم طبعاً " .

سيتجمع حولهم الكثيرمن البسطاء من أصحاب البطون الخاوية لسد رمق الجوع المؤقت، والذين سيُــلبون وعلى الفور ما يُـطلب منهم من منح أصواتهم حتى لو كان ما يقال لها أحلاماً خيالية بحتة.

•••

" المُـشْرأبُـون "لا يملكون القدرة الحقيقية على القيادة وليس لديهم مؤهلات الولاية لشغل تلك المناصب تحت قبة البرلمان، لأنى أعلم خطورة البرلمان القادم وما يتيحه من صلاحيات كبيرة وضخمة على كافة الأصعدة، وأتمنى من باب التفاؤل والأمل أن يبتعد هؤلاء " المُـشْرأبُـون "بأعناقهم نحو قبة البرلمان، هذه المرة من أنفسهم فلربما نالوا احترامًا ما، وأن يتركوا الفرصة الكاملة لأصحاب الكفاءات الحقيقية والوجوه الشَّـــابة التى تملك الطاقة والقدرة على البناء والتغيير والإبداع بالوسائل القانونية والشرعية.

ومن دافعىّ الإحساس والخوف على مستقبل ومصير هذه البلد كتبت هذه السطور تنبيها، ولقناعتي أن المسئولية تفرض علينا ان نُدركَ جيدًا.

شارك بتعليقك