عادلة رجب: مساندة الدولة للقطاع السياحي من مبادرات وحوافز تصطدم بالروتين والمعوقات

آخر تحديث: السبت 1 فبراير 2025 - 6:15 م بتوقيت القاهرة

طاهر القطان

مؤشرات قوية لتعافى السياحة خلال العام الحالى وبدء تحقيق مستهدف الـ 30 مليون سائح

 

أكدت الدكتورة عادلة رجب نائب وزير السياحة الأسبق ومدير مركز البحوث والدراسات الاقتصادية بجامعة القاهرة أن هناك مؤشرات قوية لتعافى السياحة بقوة خلال العام الحالى وبدء تحقيق المستهدف الخاص بالوصول إلى 30 مليون سائح سنويا خلال السنوات القليلة المقبلة.. لافتة إلى أن تحقيق ذلك يتطلب تشجيع القطاع السياحى الخاص على استمرار جذب المزيد من السائحين الأجانب بمبادرات وحوافز فعلية تنفذ على أرض الواقع ولا تصطدم بالروتين والبيروقراطية والمعوقات الإدارية.
وأضافت الدكتورة عادلة رجب فى تصريحات لـ «مال وأعمال ــ الشروق» أن الأزمات المتتالية التى تعرضت لها السياحة المصرية على مدار السنوات الماضية وتحديدا من ثورة يناير 2011 وحتى الآن تجعلنا نرفع القبعة للقطاع السياحى الخاص الصامد منذ سنوات وما زال يواصل جهوده لجذب المزيد من الحركة السياحية الوافدة لمصر وتحقيق مستهدف الدولة من السياحة خلال الفترة القادمة، مشيدة بالجهود التى بذلها القطاع السياحى للوصول إلى 15.7 مليون سائح خلال العام الماضى ولولا التوترات والأحداث الجيوسياسية لكنا وصلنا إلى 18 مليون سائح.
وأشارت إلى أن الدولة تساند القطاع السياحى الخاص من خلال منحه العديد من مبادرات التمويل وحوافز دعم الطيران إلا أن معظم العاملين بالقطاع السياحى الخاص يؤكدون أن هذه المبادرات والحوافز ما زالت مجرد حبر على ورق لوجود تعثر فى التنفيذ. لافتة إلى أن القرارات السيادية الخاصة بمبادرة تمويل القطاع السياحى والتى تتيح تسهيلات مالية بقيمة 50 مليار جنيه لدعم الشركات السياحية والفنادق بهدف زيادة الطاقة الاستيعابية للغرف الفندقية وتطوير الخدمات المقدمة السائحين قرارات جيدة لكنها للأسف الشديد اصطدمت باللوائح والقرارات الروتنية وبالتالى لا تنفذ على أرض الواقع.
وأوضحت الدكتورة عادلة رجب أنه فى عز الأزمات المتتالية التى مرت بها السياحة على مدار السنوات الماضية فإن القطاع الخاص لا يتوقف عن تنفيذ واستكمال مشروعاته كل على قدر استطاعته. مشددة على ضرورة منح العديد من التيسيرات والتسهيلات فى منح التأشيرات للعديد من السائحين الأجانب خاصة أن هناك صعوبة فى حصول بعض الجنسيات على التـأشيرات مثل بعض الدول الإفريقية ودول المغرب العربى الذين اتجهوا إلى السفر لتركيا التى تمنحهم العديد من المميزات والتسهيلات.
وطالبت نائب وزير السياحة الأسبق بضرورة ازالة العديد من القيود لضمان الاستفادة من نظام السموات المفتوحة وكذلك الاهتمام ببرامج تحفيز الطيران من خلال وسائل تشجيعية وبرامج محددة.. قائلة لأول مرة فى التاريخ المغرب تتخطانا فى أعداد السائحين حيث حققت 17 مليون سائح خلال العام الماضى.. مشددة على أننا نحتاج للقضاء على الروتين والبيرواقراطية والمعوقات الإدارية لمساعدة القطاع الخاص فى جذب المزيد من السائحين، بالإضافة إلى تشجيع السياحة الإلكترونية لمضاعفة أعداد السائحين خاصة أن السياحة الفردية تواجه صعوبات كثيرة وهو ما يتطلب تفعيل دور الشركات والمنشأت السياحية المتوسطة والصغيرة.
كما طالبت الدكتورة عادلة رجب بضرورة إلغاء سياسة «الأون انكلوسف» المتبعة منذ سنوات فى العديد من الفنادق والمدن السياحية المصرية التى تجعل السائح لا ينفق أمواله خارج الفندق وهو ما يقضى على دور الشركات والمحلات الصغيرة والمتوسطة التى تعمل فى النشاط السياحى.. لافتة إلى أنه يجب تشجيع المحلات التى تفتح بجوار الفنادق وكل المحلات الصغيرة.
وأوضحت أنه للوصول للتعافى السياحى يجب تطبيق والحوافز التشجيعية التى منحتها الحكومة للقطاع بشفافية وأن تكون متاحة لجميع المشروعات السياحية والقضاء على بعض الأساليب البيروقراطية التى تعطل تنفيذ هذه المبادرات.. ضاربة المثل بمبادرة الـ50 مليار جنيه لدعم القطاع لم يتم استفادة العديد من المشروعات مثل الفنادق العائمة والبيئية كما يجب أن تكون الأولوية للفنادق القائمة؛ لأنها أفضل من التى سيتم تشييدها من جديد.
وأبدت نائب وزير السياحة الأسبق تفاؤلها بتحقيق أرقام جيدة للسياحة المصرية خلال العام الحالى فى ظل التسويق الجيد للمنتج السياحى المصرى الذى بدأه وزير السياحة السابق أحمد عيسى.. مشيرة إلى أن السياحة قادرة على قيادة قاطرة التنمية الاقتصادية فى مصر وأن الخير سيعم على الجميع طالما أن الجميع يتكاتف من أجل تحقيق المصلحة العليا لمصر.
أكدت نائب وزير السياحة الأسبق أن قطاع السياحة قادر على المساهمة بقوة فى حل معظم المشاكل الاقتصادية ومن أهمها مشكلة العملة والبطالة من خلال توفير فرص عمل للملايين من المواطنين، باعتباره من أهم القطاعات الاقتصادية المساهمة فى الدخل القومى على مدار عقود عديدة.
وقالت مدير مركز البحوث والدراسات الاقتصادية بجامعة القاهرة إن شركات السياحة والفنادق لديهم من القدرة على ابتكار حلول لجذب المزيد من السائحين الوافدين لمصر خلال الفترة القادمة.. مشيرة إلى ضرورة الاستفادة من تجارب الدول السياحية الكبرى مثل إسبانبا التى تطبق حلولا ابتكارية جديدة لجذب السائحين ومنها المقترح الخاص بمنح كارت ائتمان مجانى للسائح فى منافذ الوصول ليشجع السائح على الصرف والشراء من المحلات بالكروت الائتمانية.. لافتة إلى ضرورة منح كارت للسائح «تورز كارد» هدية مشحون بدولار صالح للاستخدام لمدة عام على الأقل. وأوضحت أنه يجب أن يتم التوضيح للسائح بعد الحصول على كل بياناته فى منافذ الوصول أن هذا الكارت الائتمانى المشحون بدولار يستطيع أن يصرفه فى مجموعة أماكن ومحلات يتم تحديدها وتخفيض 10% على المشتريات التى سيقوم بشرائها وهو نوع من التشجيع على زيادة معدلات الشراء من خلال استخدام الكارت الائتمانى المجانى.. لافتة إلى أن معدلات تكرار السائحين واستخدام هذا الكارت الذى يتم تحديد مدة صلاحيته بعام مثلا ومنحه مميزات أخرى مثل النقاط لمن يصل إلى مبلغ معين سيشجع السائح على شحن الكارت بالمئات بل والآلاف من الدولارات وهو ما يزيد من الإيرادات السياحية للدخل القومى. وأشارت الدكتورة عادلة رجب إلى أن العديد من الدول تقوم بمنح مميزات للسائحين الوافدين من خلال هذا الكارت الائتمانى المجانى مثل إسبانبا التى تمنحه للسائحين لتشجيعهم على التسوق والشراء أو كروت التليفون المشحون بمبلغ بسيط مثل المملكة العربية السعودية وهو ما يزيد من معدلات إنفاق السائحين.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved