قصص الحيوان بالقرآن (1).. الغراب شاهد أقدم جريمة قتل

آخر تحديث: السبت 1 مارس 2025 - 10:37 ص بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

كرم الله البشر بعضهم على بعض وكذلك كرم عددا من مخلوقاته فمنها من أقسم الله تعالي بها ومنها من حكيت قصتها في القرآن ومنها من كان مضربا للمثل في الآيات الكريمة واحتوت قصص تلك الحيوانات على الحكمة والعبرة لمن يقرأ في كتاب الله ليجد من أراد أن يتدبر بعلما يغنيه عن الوقوع بالخطأ ونسيان السبيل الصحيح.

وتسرد جريدة الشروق حكاية طائر الغراب مع قابيل وهابيل ابني آدم ووقوع أول جريمة قتل في البشرية وكانت سببا في تعلم الناس قتلهم بعضهم البعض، والحكاية وفقا لتفسير البغوي للآيات من سورة المائدة.

وذكر الله طائر الغراب في حادثة قابيل وهابيل فقال الله تعالى “فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ” (31) المائدة.

وكان نبي الله آدم عليه السلام قد أنجب من حواء ٨٠ ابنا وابنة كل توأم منهم في بطن واحدة وكان قابيل وأخته إقليمة هما أول أبناء آدم ويقال أن ولادتهما كانت بالجنة ويقال أيضا أنهما من أول من ولد على الأرض وكان من أبناء آدم عليه السلام هابيل وأخته لبودة.

شرع آدم عليه السلام بين أبناءه أن لا يتزوج أي توأم من توأمته ذلك لأنهما من بطن واحدة ولم يكن الزواج ببقية الأخوة محرما لعدم وجود بشر غيرهم فقرر آدم عليه السلام أن يزوج إقليمة أخت قابيل لهابيل وكانت فتاة حسناء وأن يزوج لبودة أخت هابيل لقابيل وكانت أقل جمالا من إقليمة.

غضب قابيل ورفض أمر أبيه آدم، وأنكر أن أخته المولودة بالجنة أن يتزوجها هابيل وقد قال قابيل أيضا إنه أولي بتوأمته وهي الأجمل فلا يتركها لفتاة أقل منها جمالا.

وحكم نبي الله آدم بين الأخين بأن يقربا قرابين لله وأن يتزوج إقليمة أخت قابيل من يقبل قربانه فاختار هابيل وهو راعي غنم أفضل كبش عنده ليقربه بينما اختار قابيل وكان مزارعا أردأ محصول عنده وذلك أنه كان ينوي الزواج بأخته سواء تقبل القربان أم رفض.

وكان الموعد ووضع كل من الأخين قربانه علي جبل وانتظروا نار بيضاء من السماء تأكل أي القربانين وكانت النتيجة بأن قبل الله من هابيل قربانه وأكلته النار فغضب قابيل ولم يرضي بما اختاره الله.

انتهز قابيل أن سافر نبي الله آدم للحج وهدد هابيل بالقتل ولكن قابيل لم يكن يعرف كيف يقتل ولم يكن القتل معروفة طريقته فتمثل له الشيطان وجلب رأس طائر وضربها بحجر فتهشمت فتعلم قابيل القتل وذهب لهابيل وعمد لحجر فهشم رأس أخيه ليقتله وكان هابيل يستطيع المقاومة ولكنه لم يفعل وذلك ليبوء قابيل بجميع ذنوب هابيل إذ يروي أنه في شريعة نبي الله آدم كان أن يصبر الشخص على أن يقتله غيره كفارة لذنوبه.

وحمل قابيل أخاه القتيل على ظهره ولم يكن يعلم ما يفعل به وهو يري السباع والجوارح تتربص به لأكل جثة أخيه فبعث الله في ذلك الحين غرابان قتل أحدهما صاحبه ثم حفر بمنقاره في الأرض فدفنه.

رأى قابيل فعل الغراب وندم ولكن ليس على قتل أخيه، ولكن على أنه وجد الغراب أكثر عقلا وحكمة منه وقد كان قابيل يظن أنه الأذكى حين قتل أخاه ورفض اختيار الله وأبيه آدم من قبل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved