الجزائر وإسبانيا على طريق تطبيع العلاقات الثنائية

آخر تحديث: الثلاثاء 1 يوليه 2025 - 7:19 م بتوقيت القاهرة

الجزائر (د ب أ)

بعد فترة من التوتر والجمود، يبدو أن العلاقات الجزائرية-الإسبانية في طريقها لاستعادة زخمها الطبيعي، بالشكل الذي يخدم مصلحة الطرفين.

وأفاد التلفزيون الجزائري الرسمي اليوم الثلاثاء، بأن الوزير الأول نذير العرباوي، التقى رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، وذلك على هامش أعمال مؤتمر الأمم المتحدة الـرابع لتمويل التنمية الذي تستضيفه مدينة إشبيلية حتى بعد غد الخميس.

وأعرب رئيس الحكومة الإسبانية عن امتنانه للجزائر على تلبية الدعوة للمشاركة رفيعة المستوى في المؤتمر، مؤكدا عزمه على العمل سويا من أجل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات لا سيما في ظل الظروف الدولية الراهنة.

وكان ملك اسبانيا فيليب السادس قد استقبل قبل ذلك العرباوي، وطلب منه نقل تحياته ومشاعر تقديره إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

ويعتبر اللقاء بين العرباوي وسانشيز، الأول من نوعه بين شخصيات رفيعة المستوى في الحكومتين الجزائرية والإسبانية منذ 20 فبراير الماضي، عندما التقى وزيرا خارجية البلدين في جوهانسبرج على هامش الاجتماع الوزاري لمجموعة الـ20، وهو اللقاء الذي وصف على أنه رغبة مشتركة في خفض التوتر واستعادة العلاقات الطبيعية.

وتعتبر زيارة العرباوي، إلى إسبانيا، رغم أنها تندرج في إطار التعاون الدولي المتعدد الاطراف، هي الأولى من نوعها لمسؤول جزائري رفيع المستوى منذ 2022، بداية سيطرة التوتر الحاد على العلاقات بين البلدين.

واعتبرت صحيفة " الخبر" الجزائرية المقربة من دوائر الحكم في مقال عنونته: الجزائر-إسبانيا: الأزمة أصبحت من الماضي، عودة العلاقات بين الجزائر وإسبانيا إلى وضعها الطبيعي، مسارا طبيعيا يفرضه المنطق البرغماتي، بالنظر إلى التاريخ الذي يجمعهما وموقعهما كدولتين وازنتين في المنطقة المتوسطية والمصالح المشتركة المختلفة الاقتصادية والأمنية التي تربطهما.

وكان رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، أعلن في مارس 2022 دعم بلاده لمخطط الحكم الذاتي المغربي في الصحراء الغربية، وهو ما وصفته الجزائر "بالانقلاب المفاجئ".

وردت الجزائر بسحب سفيرها من مدريد وعلقت اتفاقية الصداقة وحسن الجوار بين البلدين الموقعة سنة 2002، إلى جانب فرض عقوبات اقتصادية من خلال تجميد عمليات التصدير والاستيراد من إسبانيا وإليها، ووقف أي عملية توطين بنكي لإجراء عمليات تجارية معها.

ومع بادرات حسن نوايا من الطرفين، أعلن عن تأجيل زيارة وزير الخارجية الإسباني التي كانت مقررة في 12 فبراير 2024 إلى الجزائر، قبل 12 ساعة فقط من موعدها، بناء على طلب من الجزائر بسبب "ازدحام الأجندة وعدم حسم بعض الملفات التي كان من المقرر مناقشتها خلال الزيارة".

وعاد السفير الجزائري رسميا إلى مدريد، واستأنفت العلاقات التجارية بين البلدين، في نوفمبر 2024، من خلال تعميم أصدره البنك المركزي الجزائري، يسمح إعادة فتح عمليات التجارة الخارجية من إسبانيا وإليها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved